مطالبات إسلاميَّة وشعبيَّة لمنع حفل إليسا في الجزائر




دعا ناشطون على صفحة الفايسبوك إلى ضرورة “تجنيد أنفسهم” من أجل الضغط على وزارة الثقافة لإلغاء الحفل المقرر في مدينة عنابة شرق العاصمة الجزائر مطلع تموز المقبل للفنانة اللبنانية اليسا، وذلك بمناسبة الاحتفالات الخمسينية للإستقلال، كما انضم الى الحملة نواب برلمانيون على رأسهم النائب الإسلامي محمد حديبي.

وفي اتجاه معاكس اعلن محبو الفنانة عن حملة مضادة و أكدوا أنهم سيفدون فنانتهم المحبوبة بكل ما يملكون.

“من الأحق بأموالنا” هو شعار الصفحة والهدف منها مساءلة وزارة الثقافة، التي تدفع سنويًا المليارات من اجل تنظيم حفلات فنية لفنانين أجانب، وطالب القائمون على الصفحة بضرورة توجيه هذه الأموال في دعم الطبقات المحرومة والفقيرة، و تضم الصفحة عدة صورة للفنانة إليسا كتب عليها عبارات منددة اهمها “لا لحضــور اليسا الى الجزائـــر”، “الشعب أولى بهذه الأموال”، “مليار سنتيم ستدفع لفنانة الفسق والعري”.

وجاءت هذه الحملة بعد ان تم الكشف عن المبلغ الذي ستتقاضاه الفنانة، والذي يصل الى نحو 90 ألف دولار، في حين تشير مصادر أخرى الى أن الفنانة طلبت 100 ألف يورو، وهدد الغاضبون برشق الفنانة بالطماطم والبيض في حال اصرارها على الحضور الى الجزائر.

والجدير بالذكر أن حملات المقاطعة هذه تتكرر في عدة مناسبات، والسبب الوحيد دائمًا هي الميزانيات الكبيرة التي تخصص لمختلف التظاهرات الفنية، و التي أضحت محل انتقاد كبير.

وفي هذا السياق يشير النائب الاسلامي محمد حديبي الى أن الجزائر تعيش “حالة من التيه الثقافي نتيجة افلاس النخبة الحاكمة في تسيير القطاع المرتبط بالثقافة والفن”.

و يرى حديبي أن السلطة من خلال تنظيمها للمهرجانات تقوم باستعراض العضلات بإنفاق مالي يفوق حجم التصور من دون أن تضع أية استراتيجية مدروسة تعود بالفائدة على الشعب الجزائري”.

واعتبر أن التخبط الحاصل جاء نتيجة فقدان الآليات الفكرية والمنهجية النابعة من الهوية وخصائص الحضارة التي تنتمي اليها الجزائر، فراحت السلطة ــ حسب اعتقاده ــ لإخفاء هذا التيه بتنظيم مهرجانات كبيرة يتم من خلالها استيراد فنانين بمبالغ خيالية، فمن سنة الجزائر بفرنسا، الى عاصمة الثقافة العربية، الى تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية، الى مهرجان الشباب الأفريقي الذي التهم ما يكفي لإنجاز نحو 10 آلاف وحدة سكنية أو 600 مدرسة تربوية”.

ويضيف: “السلطة مقتنعة تمامًا بثقافة الاستيراد في كل المجالات بما في ذلك الفن، هذه السياسية كانت لها تداعيات سلبية على الواقع الثقافي الجزائري، فبدل دعم الفنان الجزائري وفق خطة مدروسة يتم هدر الأموال وانفاقها من دون اية دراسة، وهكذا لجأ القائمون على قطاع الثقافة والفن في بلادنا الى استدعاء فنانين اجانب وشراء اعمال فنية اجنبية، وكانت النتيجة حدوث غزو ثقافي متعدد المصادر من هوليود والهند الى مصر وصولاً الى سوريا و أخيرًا تركيا”.

ويتساءل النائب حديبي في حديثه مستنكرًا: “أيعقل أن يصل بنا الحال الى هذه الدرجة، في حين ان الخزائن مملوءة، وتستفيد منها دول أجنبية على شكل قروض، بدل تنمية المواهب الوطنية واعادة رسم الخارطة الفنية المحلية، والاهتمام بالأسرة الفنية التي تعاني الفقر والتهميش، فكم من فنان وجد مقتولاً وآخر مجنون، وآخر أصيب بانهيار عصبي نتيجة الظلم والتهميش”.

وفي الاتجاه المقابل، دشن محبو الفنانة اليسا حملة مضادة لدعوتها الى الحضور الى الجزائر ومشاركتهم فرحة الاحتفال بالاستقلال، و كتبوا فيها عبارات الترحيب والسعادة بحضور فنانتهم المحبوبة.

بدوره وصف لخضر بن تركي رئيس الديوان الوطني للثقافة والفن بأنهم كديوان وطني “لا يجدون ما يفعلونه”، مشيرًا في الوقت نفسه الى ان الاستجابة لمطالبهم يتطلب اغلاق وسائل الاعلام بمختلف اشكالها.

وأضاف في سياق متصل: “كل الفنانين الذين تتم دعوتهم الى الجزائر يعتبرون هذا البلد بلدهم الثاني، و يعاملون شعبها معاملة مميزة”، و عبر بن تركي عن استيائه الشديد من التهم الموجهة الى القائمين على الشأن الثقافي والمؤسسات التي تتولى تنظيم الحفلات والمهرجانات، مشيرًا الى انه “يشعر بالإحباط والاهانة كلما اتهموا بتمويل الحفلات من أموال الشعب”، مؤكدًا أن: “الفعل الثقافي واجهة الشعوب وبأن الجزائر بحاجة الى حركة ثقافية عالية المستوى خصوصًا خلال الوقت الراهن”.

الى ذلك، اكدت رئيسة لجنة الحفلات ببلدية عنابة امس في تصريح للإذاعة المحلية أن موعد الحفلة لم ولن يتغير وتضيف: “كما هو مخطط ستحيي الفنانة اليسا حفلها بملعب العقيد شابو، عشية انطلاق الاحتفالات الرسمية لخمسينية الاستقلال، وكل التحضيرات جارية على قدم وساق قبل أسبوعين من الحفل”.

و اتهمت السيدة زلاقي أطراف محسوبة على التيار الاسلامي بالوقوف وراء الحملة، ورفضت وصف اليسا بانها من فنانات “الفسق والعري” من خلال قولها” هذا امر غير اخلاقي ويسيء الى الفنانة كثيرًا، و نحن لا نطرد أي فنان يأتي الى الجزائر”.