إرادة فينوس تقهر الصعاب وتعيد الأميركية إلى الواجهة








نفضت فينوس ويليامس الغبار عن نفسها واستعادت بعض أمجادها عقب تربعها على عرش بطولة دبي المفتوحة للتنس.

 
محمد أنور قلمامي
تصوير سامر الرجال
أعادت فينوس وليامس إحياء المثل القديم "العظام لا يموتون" واستعادت شيئاً من ماضيها التليد بفوزها ببطولة دبي المفتوحة للتنس للسيدات الأسبوع الماضي.
أعادت الأميركية إلى الأذهان صولاتها وجولاتها على ملاعب الكرة الصفراء واستطاعت أن تحقق إنجازاً يحسب لها رغم وجود منافسات على مستوى عالٍ على غرار شقيقتها سيرينا والدنماركية كارولين فوزنياكي.
ولم تكن طريق فينوس إلى لقب بطولة دبي سالكة، إذ أزاحت في ثمن النهائي الصربية آنا إيفانوفيتش (6-2) و(6-1) ثم الإيطالية فلافيا بانيتا في ربع النهائي (6-3) و(7-5،) فالدنماركية كارولين فوزنياكي في نصف النهائي (6-3) و(6-2) قبل أن تنتزع درع المسابقة أمام الفرنسية آليزيه كورنيه (6-3) و(6-0).
وباتت فينوس، التي سبق لها الفوز بلقبي عامي 2009 و2010، ثانية أكثر اللاعبات فوزاً باللقب بعد البلجيكية جوستينا هنين صاحبة 4 ألقاب أعوام 2003 و2004 و2006 و2007.
وبفضل التتويج الجديد الذي أضيف إلى خزائن بطلة التنس فقد كسبت الأميركية خمسة عشرة مركزاً لتصعد إلى المركز 29 عالميا.
وبما أنها ابتعدت عن الأضواء لفترة طويلة بسبب مشاكل صحية سنسلط الضوء على أبرز زوايا مسيرة البطلة الأميركية.
الطريق إلى القمّة

فينوس ويليامس هي لاعبة كرة مضرب أميركية ولدت يوم 17 يونيو 1980 في كاليفورنيا هي الأخت الكبرى لسيرينا ويليامس متصدرة التصنيف العالمي للاعبات التنس حالياً.
خاضت البطلة الأميركية أول نهائي لها في الفردي عام 1997 عن عمر يناهز 17 سنة وتقدمت بسرعة في التصنيف العالمي لتنضم لـ"نادي" العشرة الأوليات عام 1998.
بلغت فينوس القمة عام 2002 عندما تربعت لأول مرة على عرش التصنيف العالمي للسيدات لتدخل التاريخ من أوسع أبوابه.
وانتكست مسيرة الأميركية للمرة الأولى عام 2003 عندما عانت من مشاكل على مستوى البطن وكانت نتائجها محتشمة إلى أن توجت بدورة ويمبلدون سنة 2005.
وتعرضت فينوس إلى إصابة جديدة عام 2006 لكن على مستوى المعصم هذه المرة مما أجبرها على التخلف عن العديد من البطولات واكتفت بالمشاركة في ست دورات فقط.
بعدها بات مردود الأميركية متذبذبً، إذ حافظت خلال فترات على وجودها ضمن العشر الأوليات ووصلت إلى المركز الثاني (مايو 2010) بيد أن لعنة الإصابات والأمراض نالت منها وحالت دونها واستعادة الأمجاد.
حصدت فينوس إلى حد الآن لقب 45 دورة منها 7 دورات كبرى "غراند شلام".
يذكر أنّ فينوس تعد أول أميركية من أصول أفريقية (كاميرونية) تصل إلى صدارة التصنيف العالمي وهي صاحبة أقوى إرسال بالنسبة للسيدات، إذ بلغ سرعته 207.6 كم في الساعة.
بين الماضي والمستقبل

لئن أظهرت فينوس ويليامس إشارات مبشرة تدعو للتفاؤل بعودة الأميركية إلى الأضواء عبر المنافسة على الألقاب الكبرى والوجود الدائم في الأدوار المتقدمة لدورات الغراند شلام فإن شبح الإصابات يخيم على مسيرتها وينذر بإنهائها قريباً.
واستهلت ويليامس موسم 2014 ببلوغ نهائي بطولة أوكلاند، حيث خسرت أمام الصربية آنا إيفانوفيتش بثلاث مجموعات متقاربة (2-6) و(7-5) و(4-6)، وجاءت هذه النتيجة عقب العروض الناجحة التي قدمتها في النصف الثاني من الموسم الماضي، عندما أنزلت الهزيمة بالمصنفة الثانية عالمياً آنذاك، فيكتوريا آزارينكا (الرابعة عالميا حالياً) قبل أن تتأهل إلى نصف نهائي بطولة طوكيو وتنهزم أمام التشيكية بيترا كفيتوفا (6-3) و(3-6) و(6-7).
في المقابل قدمت الأميركية وجهاً محتشماً خلال دورة قطر توتال وغادرت المسابقة منذ الدور الثاني عقب خسارتها مرة أخرى أمام التشيكية بيترا كفيتوفا (2-6) و(6-2) و(6-7) لتفتح جدلاً بشأن تذبذب مستواها وعدم استقرار مردودها. 
وأشارت تقارير إعلامية عالمية أن فينوس تعاني إلى جانب الإصابات المتكررة، مرضاً خبيثا حط من معنوياتها وحال دونها والتألق.
ويعيق هذا المرض فينوس ويجهدها مما يتسبب لها في أوجاع في العضلات تعجّل بخسارة لاعبة التنس أو انسحابها.   
وقالت الأميركية في هذا الصدد: "إنه مرض على مستوى المناعة، يستهلك طاقة جسمي ويرهقني. ذلك يتسبب لي في أوجاع على مستوى المفاصل".
مع ذلك تمكنت فينوس من التغلب على أوجاعها وعادت لمعانقة التتويجات من بوابة بطولة دبي، مما يؤكد أن عزيمة الإنسان تقهر الصعاب وأن عوامل السن والمرض والإصابات لا تعني شيئاً أمام عزيمة البشر.
ومن هذا المنطلق يمكننا أن ننتظر المزيد من الأميركية صاحبة العزيمة الفولاذية، التي عوّدت متابعي عالم الكرة الصفراء على المفاجآت.

موضوع غايه في الروعه
 
سلمت اناملك
 
 
ننتظر جديدك بشووق
 
تحياتي لك