جميلٌ هوَ ذلك الشخص المبدع الذي سألتهُ ما سر ذلك النشاط والتألق والإبداع فقال لي :
كان لي مدير كلما عرضت عليه موضوع أو مشروع قال لي فقط افعلها ولا تخف وبعد فترة
تكوّنت شخصيتي على هذا الأساس فاصبحت لا أخشى شيئاً وأرىَ الأشياءَ بمنظور الإستطاعة
والقدرة فعندما أريد أن أسلك طريق أقول في نفسي استطيع وأقدر بإذن الله تعالىَ
ويصبح ذلك الطريق الطويل الوعر سهلٌ وقصير بحيث انني أصل لمبتغاي بنفسٍ مرتاحة
وثقة عالية وحصانة من الخوف .
وما أحوجنا في مجتمعنا لتلك الأخيرة .. حصانة من الخوف من الخطأ فدائماً ما تتعطل
شؤون حياتنا ومشاريعنا ويتوقف تفكيرنا خوفاً من الفشل والخطأ ونقنع أنفسنا بأن نمشي
في الطريق الآمن خير من التجربه برغم أن الطريق الآخر ليس دائماً كما نعتقد خاطئ وشائك
ولكن هناك من يهمس لنا ويحذرنا من الوقوع في الخطأ أو ملامسة الخط الأحمر منذ الصغر
والمجتمع يربينا على الكمال والفضيلة ويعاقبنا على اتفه الأخطاء برغم صغرها
مما كوّن لدينا فوبيا من الخطأ فأصبحنا مترددين لدرجة الهوس وأصبح في المجتمع
ثلة من الناس تحمل أبواق ومزامير وترهب وتتوعد من يخطئ وتحبب في معتقداتهم
ولهم أمثال وحكم يؤمنون بها كفاز باللذة الجسور والصبر مفتاح الفرج وشاور عشرة
قبل أي شيء وأمثلة كثيرة وثلة أخرى تتفرغ للنقد والإستهتار بكل من وقع في الخطأ ففقدت
التجربة لذتها مع أنها علم قائم بذاته كالتجريب العلمي وفقدنا التعلم بالمحاولة والخطأ وأًصبح
همنا هوَ أن لا نحيد عن الطريق الآمن فتكونت طبقة بشرية مؤدلجة وأطفال خجولين مترددين
والتكاليين ليس لضعفهم وقلة نشاطهمب ل لخوفهم من الخروج عن النص والوقوع في الخطأ والخسارة...
ولكن هناك ثلة في ابناحية الأخرى من عالمنا يغردون خارج السرب فلقد كسروا الكرة الزجاجية التي
صنعها لهم المجتمع وعاشوا حياتهم كما يشتهون بخيرها ومرها فحاولوا وجربوا ونجحوا واخفقوا هممهم
عالية وثقتهم بانفسهم هي الوقود المحرك لهم فلا تستطيع أن ترى سقف طموحاتهم ولا تستيطع أن تتنبأ
بخطواتهم القادمة فهم يعملون بالقاعدة ( فقط افعلها ) فقد تطرأ لهم فكرة ابداعية في يومٍ ما وتجدهم في الغد
بدأو التنفيذ ولا يعني انه ليس لديهم تخطيط واستراتيجية بل على العكس كل ما في الموضوع
انهم سريعون في اتخاذ القرار ووضعوا لوحة على مكاتبهم وكتبوا عليها اذا عزمت على امر
فتوكل على الله، والغريب في الحكاية أن هؤلاء الثلة القليلة هم سادة المجتمع وهم من شقوا الطريق
للناس من بعدهم وهم الرواد حقاً ، وعندما يتحدث صوت المجتمع مثلاً ويقول ان ذلك
المشروع به مخاطرة وتبدأ ابواقه تصيح في الناس تجد غالبية الناس مكبلين ومنصاعين
ومؤمنين بذلك الصوت وخائفين من اعوانه المرهبين والمرجفين والمتشمتين بالأخطاء
تجد الرواد وصولوا منتصف المشروع أو على وشك الإنتهاء والأمثلة في مجتمعنا لتلك الدراما
كثيرة ومتنوعة وعلى سبيل المثال عندما يقول صوت المجتمع واعوانه على سبيل السخرية
والإستهزاء من الأحمق الذي يشتري أرض في تلك الناحية الشمالية من المدينة
تجد سادة المجتمع فعلوها وخالفوا ذلك الصوت النشاز واشتروا ولو بالدين وبعد فترة
يأتي السيد صوت المجتمع وقافلته معه يندبون حظهم العاثر ويبحثوا عن واسطة ليشتروا منهم قطعة أرض ..
في بيئة تخويف في مجتمعهم فهم يتنافسون بينهم على المبادرة والسباق لديهم شريف وصادق
لأنهم يتنافسون على أشياء مستقبلية من تفكيرهم وخيالهم وابداعهم وخط انتاجهم
بسيط وغير معقد فهوَ عبارة عن فكرة ابداعية تمر عبر مرحلة تخطيط سريعة
ثم إلى المدير الذي يوقع بـ فقط افعلها .....

" إضاءة ..

* الحياة إما أن تكون مغامرة جريئة أو لا شيء - هيلين كلير .
* ألف باء النجاح هوَ القدرة والإقتحام والشجاعة .
* الشخص الوحيد الذي يقف في طريق نجاحك هوَ أنت .