أمريكا والعالم

تاريخ التسجيل : 04/03/2011

على غير كل المعتقدات والأديان السماوية وغير السماوية وعلى عكس الفطرة الإنسانية التي فطر الله الناس عليها , تأتي الأيدولوجية الأمريكية التي تعتمد على فكرة ( أننا نستمد وجودنا من وجود عدو يتربص بنا ويريد النيل منا ).

هذه الفكرة كانت ولازالت المعيار الأساس للسياسة الأمريكية , التي يبني الأمريكيون عليها سياساتهم تجاه العالم وطريقة تعاملهم معه .

هذه الفكرة التي نشأ عليها المجتمع الأمريكي في نظرته للآخر وطريقة تفاعله معه , تلك السياسة التي رسّخت قواعدها هوليود ومن يقف وراءها , منذ بدايات القرن الماضي حتى يومنا هذا , إذ لم يكن هناك فلم قط يكاد يخلوا من وجود عدوٍ ولو افتراضي في تاريخ السينما الهوليودية .
وحقيقة أن الأمريكيين قد أجادوا اللعبة بتشكيل تلك الدمية المسماة عدوا , ليس في أفلامهم وحسب بل في الواقع الإنساني ايضاً ليمارسوا فنونهم القتالية ويستعرضوا عضلاتهم ويصبّوا جام حقدهم وغضبهم على العالم , في حلبة ليس فيها قانون لعبة أو حكم يدير الصراع .

أمريكا التي اقنعتنا كما أقنعت العالم من خلال أفلامها بوجود وحوش ضارية ومخلوقات مخيفة تبلغ حدود الخيال البشري وتتخطاه , المتعددة المصادر كما عودتنا عن وحش يأتي مرة من باطن الأرض ومرة من كوكب بعيد وأخرى من نتاج اختراعات وأخطاء بشرية , أمريكا التي صنعت وشوهت وزيفت وجهه الحقيقة في هوليود تستطيع خلق الوحش في مكان آخر متى أرادت ومن ثم لتقتله برصاصة يكتمل معها السيناريو المعهود .

هذه امريكا التي لاتعجز يوما عن إيجاد عدوها ولو لم تحمله بطن او تلده أرض .

أمريكا الجسم اللا متناسق الذي يبغض بعضه بعضاً سيصحوا ذات يوم على حقيقته وقد تكشفت أمامه أوهامه المرضية ليكتشف العبثية فيه , وليعرف أنه هو العدو الأكبر لنفسه ولبني جنسه.

هذه أمريكا وليست كما يصورها البعض أو يعتقدون بأن لها سياسات موجهة تجاه بلد بعينه أو قومية أو عرق أو مذهب بل الحقيقة هي صِرف هذا البلد وسلو أهله .

وحتى أنت ولو كنت ذاك الذي يقف بعيداً عن حلبة الصراع أوحتى لو أغمضت عينيك .. فإنك مادمت موجوداً لابد يوماً أن يطالك عداء الامريكي لك ... وتذكر.

هل السياسة الأمركية تعيش على نتاج ما يسلبونه من الآخر بقوة السلاح , والقتل , والهيمنة التي يولدها الخوف من بطشتهم؟؟؟؟؟