لوعة الفراق




ضننت يوما أنني مفارقها *** فأججت نارا قلبي وقودها
كيف لي العيش من دونها *** وقد أصبحت كأني طيفها
فهي بداياتي التي بدأتها *** ومعها خاتمتي التي تمنيتها

ألا تعلمون أنها لوحتي التي رسمتها
ألا تعلمون أنني على جلدي وشمتها
ألا تعلمون أنها عروسي التي خطفتها
ألا تعلمون أنني بين ضلوعي خبأتها

أعذروني أعذروني أعذروني
فلا أملك نفسي حين أتحدث عنها

كيف لا وقد امتزجت دمائي بدمائها
وأضحيت جزءا لا يتجزأ عنها
كيف لا وهي أنفاسي التي أتنفسها
كيف لا وهي حياتي التي أعيشها
كيف لا وأنا لا شيء من دونها

أحس بالفخر وأنا أصف محاسنها

أكون ملكا وأنا جالس بحضرتها
صعلوك وأنا بعيد عن ساحتها
حاكما أميرا وأنا أنظر إليها
لئيما حقيرا وأنا أبصر غيرها
فلو علمت مدى حبي لها
لبكت علي سنين الدهر كلها

هذه حقيقة مشاعري نحوها
لن أفارقها ولا أستطيع هجرها
فأنا معها ملازمها كضلـها
أسرت نفسي وملكتها مفاتحها
وأبرمت معها العقود وعاهدتها
على الولاء والوفاء مادمت معها
ومادامت على العهد الذي بيني وبينها