الجوع الشافي

تاريخ التسجيل : 18/06/2013

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجوع الشافي
أفضل ما في الصوم أنه يحرِّر الإنسان من سلطان غرائزه وقيود شهواته،ويتيح له أن ينطلق من سجن جسده،ويلتحق بالملائكة في السمو إلى المستوى الإيماني الرفيع ، وصون حواسه عن الشرور والآثام،إنه كسر القيد الثقيل وتنسم نسائم الحرية،وهل الحرية إلا حرية القلب،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله،فإنَّ أسر القلب أعظم من أسر البدن،واستعباد القلب أعظم من استعباد البدن،
فإن من استعبد بدنه واستُرقَّ وأُسِر لا يبالي إذا كان قلبُه مستريحاً من ذلك مطمئناً،وأما إذا كان القلب،الذي هو مَلِك الجسم،رقيقاً مستعبداً متيَّماً لغير الله،فهذا هو الذل،والأسرُ المحض،والعبودية الذليلة لما استعبد القلب،فالحريةُ حرية القلب،والعبودية عبودية القلب،
فلينزل هذا الدواء على قلبك نزول الماء من الظمآن كما أوصاك بذلك رسول الله(ألا أُخبِركم بما يذهب وحر الصدر،صوم ثلاثة أيام من كل شهر)رواه النسائي،وصححه الألباني،
وحر الصدر،غِشُّه ووساوِسُه،وقيل،الحِقْد والغَيْظ والعَداوَة ،وأشدُّ الغَضَب،وهي كلها أمراض قلوب يقضي عليها الصوم كما أخبر بذلك الحبيب،
من آثار الصوم ،كذلك التغلب على نزعات الشهوة ،واتخاذ الكف عن الطعام والشراب وسيلة تدريبية إلى كفِّ اللسان عن السب والشتم والصخب ، وكفِّ اليد عن الأذى والبطش،كفِّ البصر عن النظرة الخائنة،والسمع عن الإصغاء للغيبة والنميمة وأي قول يُرضي الشيطان ويغضب الرحمن،
ولهذا قيل،إذا جاعت النفس شبعت جميع الأعضاء،وإذا شبعت جاعت كلُّها،
إن من أهم فوائد الصوم،كذلك تيقن المريض بإمكانية الشفاء وعدم استحالته ، والاطمئنان إلى وجود القدرة النافذة والإرادة المُنجِزة طوال ساعات الصوم ، مما يجعل الاستمرار على الاهتداء أسهل والمداومة ممكنة إذا وُجِدت النية،
يقول ابن القيِّم،وللصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة ، والقوى الباطنة ، وحميتها عن التخليط الجالب لها المواد الفاسدة التي إذا استولت عليها أفسدتها ،فالصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها ،
تجمح النفس أحياناً فتهوي بصاحبها إلى مهاوي سحيقة من غضب الله وسخطه،لذا ألزمنا الله سبحانه بالصوم حتى إذا جاع العاتي منا وظمئ ذلَّت نفسه،وتصدَّع كبره وفخره،وأحس أنه،مهما أوتي،فهو مسكين تُقعده اللقمة إذا فُقدت،وتُضعفه جرعة الماء إذا مُنعت،
وهنالك ينزل من عليائه،ويعترف بفضل الله عليه حتى في كسرة الخبز ورشفة الماء،ومتى عرف فضل الله تواضع،ومتى تواضع استقام،ومتى استقام شُفي مما عاناه من بغي وعتو واستطالة وعلو،
قال ابن القيم،وأما فضول الطعام،فهو داع إلى أنواع كثيرة من الشر،فإنه يحرك الجوارحَ إلى المعاصي،ويثقلُها عن الطاعات،
فكم من معصية جَلَبها الشبعُ ، وفضول الطعام ، وكم من طاعة حال دونها،فمن وُقِي شرَّ بطنه،فقد وُقِي شراً عظيما،والشيطان أعظم ما يتحكَّم من الإنسان إذا ملأ بطنه من الطعام،
وقال رحمه الله،ولو لم يكن من الامتلاء من الطعام إلا أنه يدعو إلى الغفلة عن ذكر الله عز جل،وإذا غفل القلب عن الذكر ساعةً واحدةً جَثَم عليه الشيطانُ،ووعده،ومنَّاه،وهام به في كل وادٍ،
فإن النفس إذا شبعت تحرَّكت،وجالت وطافت على أبواب الشهوات ،وإذا جاعت سكنت وخشعت وذلت،
إنها الحماية الأكيدة والدفاع المتين والوقاية من كيد الشيطان ، والتي بدورها تؤدي إلى الوقاية من النيران.
قال صلى الله عليه وسلم(الصيام جُنَّة،وهو حصن من حصون المؤمن)أخرجه أحمد ،‏وصححه الألبانى فى صحيح الجامع،
قال مالك بن دينار لحوشب،لا تبيتن وأنت شبعان،ودع الطعام وأنت تشتهيه،فقال حوشب،هذا وصف أطباء أهل الدنيا،قال،ومحمد بن واسع يستمع كلامهما،فقال محمد،نعم،ووصف أطباء طريق الآخرة،
وقال صلى الله عليه وسلم ‏(لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب فإن القلب كالزرع يموت إذا كثر عليه الماء)أخرجه الترمذي وصححه وابن ماجه والحاكم ،وقال صحيح على شرط الشيخين،
وقال صلى الله عليه وسلم ‏(ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه وإن كان لا بد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرباه وثلث لنفسه)رواه الترمذي،وصححه الألباني،
وقد كان أسلافنا،ينهون عن كثرة الأكل،ويقولون،المعدة بيت الداء، وقد قال لقمان لابنه،يا بني،إذا امتلأت المعدة،نامت الفكرة، وخرست الحكمة،وقعدت الأعضاء عن العبادة،

تاريخ التسجيل : 17/06/2013

طرح في غايه آلروعه وآلجمال
سلمت آناملك على الانتقاء الاكثر من رائع
ولاحرمنا جديدك القادم والشيق
ونحن له بالإنتظار,,~

تاريخ التسجيل : 18/06/2013

منووره حبي

» الجوع يقوي الذاكرة
» الجوع يقوي الذاكرة و فوائد الزبيب و الاسماك و الباذنجان

الجوع الشافي

الجوع الشافي

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة