ها أنا الآنَ
أنفِقُ عليكَ ما تَبقّى في جُعبتي
منْ جُرعاتِ الحُبِ و الاهتِمام

بعدَ أيّامٍ صدقْني
ستسْتيقِظ دونَ أنْ ترى لي أثراً
سيختَفى اهتِمامي بِكَ
و يتلاشى حُبي لك

سوف أرحلُ بصمتٍ، هيهاتَ أن تعثُر عليّ
حتى و إنْ قلبتَ الأرضَ و فرغتَ ما احْتوته
و صعدتَ إلى السماءِ و بحثتَ في أرْجاءِها
ثم رجعتَ إلى الأرضِ من جديدٍ فلن تعثرَ عليّ

سَأذهبُ و أتركُ عالمَك
كقطرةِ مطرٍ سقَطت عَلى جبينِك يوماً
فبرّدتْ عليْك بعدَ حرٍ و قيظ، ثُم تبَخرتْ

لن تجِد آثارِي
و يوماً ما عِندما يتَخلّى عنكَ الجميعُ
عِندها فَقط سوفَ تَعلَم أن من اصطَفيْتَهُم
لم يقِفوا بجانِبك، و أنّه لم يكُن فيهِم من
يحبكْ بكاملِ جَوارحه و من صميمِ قلبِه سواي

وعدتُك ألّا أترُكك مَهما حَصلْ
و وعدتُك أنْ أحرِص على سعادَتِك
فإذا كنْت لا تطيقُ حتى النظَر في وجْهي
ف كيفَ تريدُ مني أنْ أبقى و أنا سببُ مرارَتك؟!

تركتُ الكثيرَ مِن آمالي
و تخليتُ عَن ذِكرياتي
و فَطمتُ أحْلامِي
حتى أبْتعِدَ عنْك!

لكنْ، عِندما بَعدتْ المسافةُ بيْننا
ناديتَني بنِداءٍ تاقَ شوقاً لهُ مسمَعي
ف لبيتُ نِداءك بقلبٍ مُلتاعٍ
و نفسٍ تواقةٍ و روحٍ مشتاقةٍ

و لوهْلة ظَننتُ أن سعادَتي عادتْ إليّ
لكنْ فَرحتِي لمْ تكتَمِل، و لسَببٍ مجهول
رحلْت عن عالمِي منْ جَديد
و تركتَني أتَخبطُ في ظُلمَتي
حيراءَ في وِحدَتي بدِونك . . !


سلّمت أمْري لِربي
و رَضيتُ بقِسمتِه و نَصيبي
نحنُ لنْ نكونَ لِبعضِنا أبداً
لأنّ جُهدَ شخصٍ واحِد ليسَ
كافياً لإنجاحِ أي علاقةٍ كانَت
فاليدُ الواحِدةُ تحلُم بِالتَّصفيقِ

سَأفي [حَبيبي] بوعدِي لَك
و أحرصُ على سَعادتِك

سعادتك
البعيدة
عني . . !