حوارات زوجية (2)... هي وهو وجهًا لوجه!!!

تاريخ التسجيل : 21/02/2012

زوجي الحبيب

نار تشتعل في صدري... أموت غيظا كل يوم، بل كل ساعة، بل كل ثانية.
نار يسري لهيبها في شراييني؛ فأنا على فوهة بركان يوشك أن ينفجر ويثور في أية لحظة.
هذه النار أنت من أشعلها وأجج لهيبها في قلبي، أشعلتها بتصرفاتك المريبة وحركاتك التي أيقظت شكوكي وظنوني، وكلماتك المثيرة التي ترددها على مسمع مني، أقصد كلمات الإعجاب والانبهار التي لا تتردد ولا تتحرج من ترديدها أمامي وعلى مسمعي... وليت هذه الكلمات كانت من نصيبي أنا زوجتك، وليتني كنت أنا المقصودة بها، لكان حالي غير هذا الحال، ولكنها للأسف من نصيب أخريات... يا لحظهن... ويا لسعدهن، فزوجي العزيز كريم جدا، ولا يبخل عليهن من إطرائه ومن إبداء إعجابه بهن، والمصيبة أنك تفعل ذلك في حضوري، فتمتدح إحداهن أمامي غير مبال بمشاعري، ضاربا بأحاسيسي عرض الحائط، ولا تدري أنك بهذا التصرف تؤجج نار الغيرة في قلبي، والتي ستحرقه وتحرق من فيه، والذي هو أنت يا زوجي العزيز.
ألا تشعر بي عندما نجلس سويا نشاهد برنامجا ما في التلفاز أنك تذبح أنوثتي وتطعنني في مقتل عندما تمتدح تلك المذيعة أو تبدي إعجابك بتلك الممثلة؟!
ألا تدري أنك حين تطري أمامي على زميلتك في العمل فإن الدنيا تضيق عليّ بما رحبت وأشعر بسقف بيتي ينهار فوق رأسي الذي يغلي قهرا لأموت ألف مرة في تلك اللحظة، فأتمنى حينها لو أن أمي لم تلدني، ويا ليتني ما تزوجت؟!
استمعت إليك البارحة خلسة وأنت تهاتف زميلتك في العمل وتستشيرها في أمر ما يخص المؤسسة التي تعملان فيها معا، صحيح أن الحديث كما سمعت وفهمت كان يدور حول مشكلة في العمل، ولكن ألا يمكنك استشارة أحد زملائك في هذه المؤسسة -وهم كثر كما أعلم- والتواصل معهم؟! لماذا تتصل وتستشير امرأة بالذات؟ أليس هذا مؤشرا وضوءًا أحمر على أن في الأمر شبهة ما؟ وإلا فلماذا التواصل والاهتمام بزميلتك دون زملائك؟
فماذا تريد أنت منها وماذا تريد هي منك...أخبرني إن كانت لديك إجابة.
زوجي العزيز، أنا لست غبية ولا ساذجة ولست نائمة على أذني، ومهما حاولت تبرير موقفك فلن تستطيع قتل شكوكي بسهولة.

***

زوجتي الحبيبة

على رسلك، وعدّي للعشرة قبل أن تقتحمي وتفتحي هذا الباب، وقد أصبحت فعلا لا أفهمك، وأنا محتار بين أمرين: فهل ما أسمعه منك من منطلق الغيرة عليّ فأفرح، أم تراك توجهين إليّ أصابع الاتهام فأغضب، وغضبي ليس سهلا كما تعلمين؟!
ويبدو أني لن أقف كثيرا في دائرة الحيرة، لأن الأمر واضح أمامي.. نعم واضح جدا، لأني أشم من خلال نبرة صوتك رائحة اتهام، وهذا أمر خطير إذا لم تتراجعي عنه سيحرقنا جميعا كما قلت، ولكني لن أسمح بذلك، ولن أسمح أن تقيدي حركاتي وسكناتي وتصرفاتي وكلماتي، ومجرد تفكيرك عني بهذا الشكل يُعدّ كارثة بالنسبة إلي... أين ثقتك بي؟! أين حسن ظنك؟! إنك بذلك تطعنين في أمانتي وأخلاقي، واعلمي أن الذي يطعنني في أمانتي وأخلاقي لم تلده أمه بعد!!
إن الحياة يا زوجتي ليست أنا وأنت فقط، إنها أنا وأنت وهو وهي وجميع الناس، وأنا أتعامل مع من أتعامل معه أو معها وفق ما تقتضيه الضرورة، فهل ستحصين علي معاملاتي وتقفين لي كشرطي المرور الذي يراقب حركة السير ويحرر المخالفات؟!
ثم إن التي تغار على زوجها بهذا الشكل يجب أن تكون على "قدّ حالها" وتحافظ على عينَي زوجها من النظر والإعجاب في غيرها فتعمل كل ما في وسعها لتأسر نظره فلا يلتفت إلى غيرها ولا تلتوي عنقه ولا تلتفت أنظاره إلا إليها وحدها ولو اصطفت أمامه ملكات جمال الكون، وأظنك تفهمين قصدي ولا داعي لشرح المزيد، ولا داعي لتذكيرك مرة أخرى بتقصيرك في هذا الشأن، لأني سئمت التذكير، ويكفي أني راض بالموجود ولا أتذمر ولا أشعرك بشيء حتى لا أحرجك، لأني توصلت إلى نتيجة مفادها أنك هكذا أنت ولن تتغيري. فلا تنزعجي من صراحتي فهذه هي الحقيقة وإن كانت مُرة، فأنت من دفعني للتصريح بها والمثل يقول: "إذا كان بيتك من زجاج لا ترم الناس بالحجارة". فالرجاء زوجتي العزيزة لا تثيري مشاكل أنت "مش قدّها".

***

.........................................................................................

أخي أختي
ليس كل ما أرسله ...يعكس شخصيتي واتجاهاتي !!

وإنما أحاول إرسال المفيد والغريب والطريف
(دانه)

زورو مدونة اهل الشام اضغط هنا

http://alqemaalrassam.blogspot.com/