ويحدث اللقاء........ Attachment




ها "
هو " يختفي أمامها تدريجياً ..
كسفينة فخمة ، يغادر "
هو " مرفأ " هي " دون الاكتراث بمرفئها ..
فقد تركها فريسة لنوارس "
الندم " كي تحلّق فوق رأسها ..


كان يلزمها وقتٌ أكبر كي تشرب فنجان "
حياته " بالكامل ..
فلن تستطيع الآن البصم بقعر ذلك الفنجان على أمل محاولة التنبؤ بآثار "
حياته " العالقة على جدران الفنجان ..
فالفنجان الآن قد كُسر من بين يديها ..


ما زالت "
الدهشة " تعكتف في محراب عينيّ " هي " ..
فقد تحوّل السرير الوثير الذي كانت ترقد فيه في قلب "
هو " إلى قبر مهجور ، دون ورود ولا حتى شاهدة !
تشعرُ وكأنها ساحرة حوّلت أميراً وسيماً إلى ضفدع ، وعجزت من أن تعيد الكرّة بالعكس !


لقد ماتت به ..
رغم أنها شربت النسيان الممتلئ بـ "
هو " ، إلا أنها تذكرت لحظة قديمة تختصر كل الذكريات ..
قالت له في تلك اللحظة :
أنا أموتُ بكَ !
وها "
هي " قد ماتت في قلبه فعلاً ، وكأنها كانت تحكي نهايتها !


يأتي النادل ليسألها إن كانت تريد شيء ..
تنظر له بعينان مُستفَزّتان منه ..
آلآن قد جاء ليسعفها ؟َ! بعد أن تحوّلت إلى جثة هامدة ترقد بسلام في مقبرة "
هو " القلبية ؟!
تقول بصوت متنكّر بالابتسامة :
لا ، شكراً ..


تنظرُ إلى ساعتها ..
لم يمضِ على لقائها به سوى أقل من نصف ساعة ..
كم هو غريب! نصف ساعة ختمت عمراً .. وكأن حياتهما كانت مسلسل طويل الحلقات ،
وحلقته الأخيرة كانت في خمس دقائق !


تحاول أن تجمع كل ما كُسر منها ..
أو بالأحرى ، ما كسرته هي بنفسها ..
فالمكسور قد يجبرُ مكسوراً آخر !


كانت تريد أن تغرقه في بحرها ..
إلا أنها هي من غرقت ببحره ..
وليس ببحره فقط ، بل ببحر غرورها وكبريائها ..


ها قد هدأت العواصف والفياضانات التي كانت في أوج قوتها منذ قليل ..
وها "
هي " تستعد لأن تغادر المقهى ، مُستنجدة بابتسامة صغيرة تطفو على بحر من الدموع ..


ويحدث اللقاء........ Attachment