بسم الله الرحمن الرحيم

الحياة ليست مدرسة



كنت صغيرة

وكان معلمي وقتها .. يقول .. لي


يابنتي .. الحياة مدرسة


لم أكن أدرك حينها معنى كلامه ..


وها أنا .. الآن .. أبتسم وأنا ..أتذكر .. هذه الجملة ..


لا ليست الحياة مدرسة يامعلمي ..


لقد اكتشفت أن الحياة .. مدينة .. لا تعرف الهدوء ..


مدينة .. تضم إلى جانب المدرسة .. ملعبا ..وبيوتا ميتة يسمونها..أحياء ..


وشوارعا متقاطعة .. مليئة بالمطبات ..


وليتها .. مطبات صناعية .. ولكنها مطبات بشرية ..


الحياة مدينة بها .. أسواق .. فيها الغالي والرخيص


الحياة .. مدينة وفيها حدائق ... لا ندخلها .. إلا مرة واحدة في العام ..


يامعلمي


لو كانت الحياة مدرسة .. لما رأيتنا .. نقع في نفس الأخطاء .. مرة بعد أخرى


نحب .. من لا يستحق .. الحب .. فيسحق .. أحلامنا


نقدم الوفاء .. لمن لا يقدر قيمته .. فيبيعه في الحراج ..


نهدي .. الزهور .. لمن يخفي الشوك ..


وبعد أن نبكي ..


وبعد أن نتألم ..


وبعد أن نشرب المرارة هروبا من العطش ..


نرجع يامعلمي ..


ونحب من لا يستحق الحب ..


ونقدم الوفاء .. ونهدي الزهور ..

يامعلمي



في المدرسة لا نـنتـقل من مرحلة إلى مرحلة إلا إذا نجحنا..


ولكن بالحياة .

نرسب .. وتنقلنا إلى مرحلة أخرى .. وفصل جديد ..


لا نعلم ..


من قال للحياة أن مشاعرنا من فولاذ..


يامعلمي ..


كنت سأسامحك َ ..


على كل مامضى


لكني .. عجزت أن أسامحك ّ



على شيء ٍ واحد ..



حين علمتنا كيف نعيش مع من هم حولنا ..


لماذا لم تعلمنا ..


كيف نعيش مع من هم داخلنا

من سكنوا قلوبنا00 ارواحنا00 مخيلتنا


وابوا الرحيل

هل كنت بلا قلب .. يامعلمي .. تعيش

قلت لي الحياة هي المدرسة ولكن عذرا معلمي انا اخالفك الرأي

انا اراها غير ذلك , لأن

الحياة تختلف اختلاف كلي عن المدرسه التي نتعلم فيها التربية

والتعليم, المدرسة تبدأ باعطاء الدروس ومن ثم بعده يأتي الامتحان

حتى نعرف نتيجة تعلمنا واجتهادنا في الدرس.


أما الحياة تبدأ بالأمتحان قبل الدرس ومنه نتلقى الدروس والوعظ , أحيانا نخطئ في الأمتحان , ولكنة

ليس الفشل بل هو النجاح للوصول الى الابداع . من الفشل نتعلم الدروس ونحاول بكل الجهد ان لا يتكرر الفشل.

خلق الله البشر وأعطى لكل انسان قدرة التحمل في مواجهة المصاعب المرهقة والمواقف الصعبة

التي يتعرض لها في الامتحان .

أغلب البشر , تحملهم للمواقف يكون صعباً ومؤلماً جداً عليهم فتخرج الاّه من داخله صرخات

مدوية , والبعض تخرج الآهات من جوفه بشكل دمعات حزينة تغرق خدية لتنسال بالم وحرا رة على وجهه دون صراخ .

والبعض الآخر الآهات تكون على شكل تمرد وهيجان واطلاق كلمات صارخة موجعة ليصدم من

حوله من أصدقاء او أحباء ولم يستطيع ان يتمالك نفسه ليتمرد أكثر وأكثر ..


ترى غيرهم آهاتهم صامتة جامدة يقف مكانه دون حركة لا يعلم ماذا يفعل او الى من يتجه يبقى جامداً

ينتظر من يهزه ليوقظة من صدمتة , تائه يسرح ببصره على من حوله دون ان ينطق بكلمة .. بل

ترى وجهه يتلون بالوان .. تنظر اليه تراه متجرداً من كل الاحاسيس المرهفة كانة جثة هامدة بلون

ازرق , تراه يتلفت حوله والغضب الصامت مسيطر عليه يقف حائراً لا يدري الى من يلتجأ او الى ماذا ينتهي أمره .


تنظر الى أناس أخرين ترى الآهات عندهم حائرة ممزوجة بألم وحسرة , خلجات نبضاتة تخرج من

بين اضلاعة بحزن عميق, وينتظر الامل والفرج حتى اخر لحظاتة.


لولا الحزن لما كان الفرح , كل البشرية على الارض تصارع من أجل الحياة ليعيشها كريماً سعيداً ..

الا أن ظلال الحزن لا يمكن ان ينصرف من حوله تحاصره في حياته..


وأجمل ما في الحياة ان يأتي الفرج والفرح بعد الآلآم والاّهات الحزينة كمثل شجرة عطشى أوراقها

صفراء حزينه تتساقط واحده تلو الاخرى .. وبعدها تتساقط زخات الامطار لترويها ويذهب الحزن

عنها لتبدا الأوراق تتراقص من الفرح وتفيح عطرها ما بين الاوراق لتنتعش من جديد .


الحزن والفرح دوماً متلازمين , وفي حياتنا لا بد منه كلما حاول الانسان ان يسيطر بكل قوة ارادتة, الا ان ضعفه يتملكة ..

ويبقى متأملاً الفرج لينثر البسمات حوله ويعيش بعدها بسعادة وهناء .

قبل ان تدخل الأمتحان حاول ان تفتح قلبك لكل من حولك , حاول ان تشاركه همومه واّلامه

وأحلامه.. حاول ان تساعده في عثراته .. شاركه في حل مشاكله كن له صديقا صدوقا .. حتى يقرأ

عينيك قبل لسانك .. تعاملك مع البشر بكل انسانيه وبكل رفق, تخوض الامتحان في الحياة بكل نجاح

وتبتعد عنك كل الاخطاء حينها لن تخرج منك الآهات ولن تصادفك العوائق والعثرات. .

لك الشكر معلمي لقد وعيت الدرس000 وحفظته

ولكن

ليس الدرس الذي علمتني اياه


أتمنى لكل انسان موجود هنا ان لا يتبعثر ولا يتخبط في مسيرته في الحياة ويحظى في كل لحظة

من لحظات حياته بالسرور والفرح والسعاده

دمتم بسعادة لاتنتهي

يسلموووووو كتيييييييييييير