فيروز كراوية : أغني بلا تهديدات .. وغنيت للثورة في محنتها فقط



كثيرون من أهل الغناء تجدهم يكتبون ويلحنون ويخرجون، وتطلق عليهم الصحافة لقب “الفنان الشامل”، ولكن بماذا نُلقب فنانة تمتهن العديد من الوظائف الأخرى بالإضافة لما سبق؟ عن فيروز كراوية نتحدث.

هل بالفعل والدك أسماكي فيروز لحبه لجارة القمر؟
بالفعل، صوت فيروز دائما في منزلنا، وتربيت ونضجت على هذا الصوت، ووالداي أسماني بهذا الاسم تيمنا بها.

حدثينا عن ما تعلمتيه من فيروز؟
أشياء كثيرة، لا يوجد فنان مصري أو عربي لم يتعلم منها شيئا، اختياراتها وموسيقاها ومشروعها القوي العالمي، عالمية حقيقية وليست مثل تلك التي تقتبس وتكفي بذلك، “عالمية نابعة من أصالة المشروع”، وهي تمتلك مشروع موسيقي بكلماته وموضوعاته وعظمته الموسيقية، ومازالت تُعلم أجيال حتى الآن، ولتنظر وهي في عمر الستين من عمرها تغني موسيقى “الجاز”،وهو ما يبرهن على أن الفنان هو الذي يعيش وهو الذي يحدد شكله.

درستي موسيقى وحصلتي على دبلومة في ذلك، هل ساعدتك الدراسة على في مشوارك الفني؟
حصلت على دبلومة في ثلاث تخصصات، شرفي وعود وصولفيج، وفخورة للغاية بدراستي على يد أساتذة كبار، أما عن الاستفادة من الدراسة، فهي تفتح آفاق كبيرة لكنها لا تلغي الموهبة، لدينا نماذج لم تدرس موسيقى ولكنها أبهرت الجميع بموهبتها، مثل بليغ حمدي، ولكن لا أخفي أن الدراسة تعطي خبرة كبيرة للغاية.

درستتي “الطب” أيضا، هل امتهنتي تلك المهنة الصعبة من قبل؟
درست في جامعة القاهرة، وعملت لعام ونصف في مجال الطب النفسي، لكني تركته في 2006.

وماذا عن تجربتك في العمل بالصحافة؟
“ضاحكة” أنافسكوا بالطبع، أكتب في النقد الفني والثقافة في بعض الصحف.

العمل في الصحافة ساعدك في في التعامل مع الصحفيين كفنانة؟
بالتأكيد، وأغلب الشعراء الذين عملوا معي في الألبوم هم صحفيين، ومن بينهم هيثم دبور وعمر طاهر وأحمد خير، لدي أيضا أصدقاء من الوسط الفني وعلاقتي بهم جيدة للغاية.

الشكل المختلف للأغنيات الذي ظهرتي به، هل ساهم في نجاحك؟
الأمر له ميزة وعيب في ذات الوقت، ولكن الذي يدخل في مغامرة لابد أن يكون “قلبه جامد” ولا يخاف من شئ، الجمهور دائما ما تقلقه الكلمات والألحان الجديدة، ولكن هناك جيلا جديدا يستمع لتلك النوعية من الفن في جميع أنحاء العالم، نحن لا نفعل شيئا جديدا، الفنان لابد أن يُنفذ الجديد ويُظهر جديده دائما ويسعى إليه، الفنان إذا لم يفعل ذلك سيكون مخطئا ومقصرا في حق فنه، الجميع عليه أن يعرض فنه والجمهور هو الذي يحدد ما سيستقبله، والأمر متعلق بفرص الاستماع، وللأسف هذا اللون من الموسيقى لم يأخذ فرصته حتى الآن بالمقارنة مع بقية الأشكال الموسيقية.

هل من الممكن رؤية فيروز كراوية تغني أغنيات تقليدية؟
أنا لا ابحث عن الاختلاف لمجرد الاختلاف أو يقال عني إنني أغني لونا مختلفا، الفن أبسط من ذلك بكثير، الأمر ليس “تقليدي” أم “ليس تقليدي”، أنا ملكا لاحساسي واحساسي هو من يحركني، ولا أخاف من تعليقات البعض، أنا فنانة تغني بلا تهديدات.

لماذا استغرقتي 6 سنوات لتحضير “برة مني”؟
الاسم أخذ فعليا 3 سنوات، فقد بدأنا في العمل على أغنياته منذ 2009، ولكن بالطبع كانت هناك تحضيرات قبل ذلك، والألبوم انتهى في 2011 وتم تأجيله لما بعد الثورة.

ولماذا “بره مني”؟
الأغنية بها شيئا جديدا، أغنية “صادمة” للغاية، والواقع الذي يخص اسم الأغنية جذاب بالمقارنة مع بقية اسماء الأغنيات.

يُقال إن الألبوم “أنثوي” إلى حد كبير، ما تعليقك؟
إطلاقا، البعضيقول ذلك ربما لوجود أغنية “بنات”، الألبوم به الكثير من الأغنيات ليس لها علاقة بالمرأة، مثل “عاشق قليل البخت”، وهي أغنية تُقال على لسان رجل، الألبوم لا يختص بفئة محددةن هو تجسيد لرحلة الإنسان بشكل عام.

هل أخبرك أحد أن إحدى الأغنيات “فسدت” بسبب توزيعها الموسيقي الجديد؟
لم يُخبرني أحد بهذا منذ طرح الألبوم، وقد نفذنا الألبوم بشكل جيد، وأشكر أسامة الهندي ورمز صبري على ذلك.

الألبوم تم تنفيذه قبل الثورة ثم طُرح بعدها، هل ذلك آثر على بعض الاختيارات؟
أضفنا فقط أغنية “منجم حب”، وهي أغنية تتحدث عن قصة حب داخل الميدان.

أقرب أغنية لفيروز بالألبوم؟
“برة مني” و”جربت” و”بفتح شباك الصبحية”، وبالتأكيد “القهوة” باعتبارها تميمة الحظ بالنسبة لي.

العديد يقدمون أغنيات “ثورية” بعد الثورة، هل سنظل نقدم تلك الأغنيات مستقبلا؟
هناك أغاني للثورة وعن الثورة، وهناك أغنية سياسية، وهو لون جديد على الفن المصري، وذلك اللون متواجد في لبنان على سبيل المثال، والغناء للثورة تم في مرحلتين، المرحلة الأولى وهي مرحلة احتفالية و”تهليل” للثورة، وهي مرحلة لم أغن خلالها، ولكني غنيت في المرحلة الثانية، وهي مرحلة “المحنة”، ولكن تلك المراحل انتهت، وفي الوقت ذاته علينا أن نستمر في تقديم الأغنية السياسية حول الشعب والحكومة والرئيس، لابد أن نستمر في التعبير عن آرائنا.

الألبوم الأول لفيروز استغرق تحضيره ثلاث سنوات، الألبوم الثاني سيُطرح متى؟
بدأت بالفعل في اختيار بعض الأغنيات، ولكن لا اعتقد أن الألبوم سيُطرح قبل سنتين، الألبوم الماضي اصبح “برة مني”، وابحث حاليا عن التجديد.

سؤال تقليدي ولكن نحب معرفة رأيك، كيف ترين الفن في عهد الرئيس مرسي؟
مصر لا يصح أن تصبح بلدا لمجموعة بعينها أو جماعة محددة، ولا اعتقد أن أحدا يرى أنه سيفعل ذلك لمجرد وصوله للحكم، ونتيجة الانتخابات توضح أن البلد “مقسومة نصين”، ولكن الفن لابد أن يحارب إذا ما تم عكس ذلك، وجماعة الإخوان المسلمين إذا ما قدمت شيئا مطمئنا، فلن تكون هناك أية مشكلات.

حدثينا عن الموقف الذي سيأخذه الفن إذا ما تم عكس ذلك؟
لابد من استخدام حقوقنا بشكل طبيعي، لا يصح أن نفكر في الشخص الذي يجلس في الحكم قبل اتخاذ اي خطوة، هذا هو النفاق الذي لا نريده، الخطوة الثانية تكمن في إتخاذ مواقف قانونية إذا ما تم تقييد الحريات بأي شكل من الأشكال.

كفنانة، النظام السابق قام بالتأثير على الفن؟
بالتأكيد، النظام اعتقد أنه يحتكر الفن والفنانين، كان يتعمد تصعييد فنانين بعينهم ليقوموا بنفاقه بعد ذلك، وعلى الفنانين ألا يكرروا نفس الأخطاء، النظام لا يستطيع حاليا شراء فنان، والفنانين عليهم التركيز على ذلك، كما يجب أن يأخذ كل فنان حقه بالتساوي مع الآخر، ولا يكون لفنان أية امتيازات.