ليـلة على أنغـام العـود

حينما ذهـّبَ الأصيلُ مياه النهر ِ ** واختال فى الرياض ِجميلا

أبصَـرَتـْنى أطوفُ حول حِمَاها ** سادرَ الخُطى حائراً مذهـولا

هتـَفـَتْ بى : إليّ يا صاح ِ، أقبل ** انا من بحثت عنها طويلا

ذاك وَكرُ الهوى ، ألست تراهُ ** مثلما كان شاعريا ً ظلـيلا ؟

ذاك روضى ، فقَـرّ عَيناً ونفساً ** يا حبيبى واجلس إلىّ قلـيلا

واسقنى بالجمال ِوالسحر ِشعراً ** شفقـياً يُميتُ منـّى الغَـليلا
****
أيها الغائب الذى خـَالطَ القـَلبَ ** هــواهُ فـذاقَ منـه الهـوانا

أرى القــلبَ فى غيابك أمـسى ** ياحبـيـبى مـوَزّعاً حــيرانا

خذ ذراعى إلى ذراعك وأصعَد ** ربْوَة الأمس واسقنى الألحانا

رُبّ ليـل ٍ سَهـرته أتقــلـَّى ** فيه وحـدى واشتـكى الحـرمانا
****
هاهو العُـودُ حـالماً بالأغـانى ** فاعِـدها سحـريةَ الأنغــــام ِ

هاهو العُـودُ يا حبيبى فغـنّ ِ ** غـنّ ِ للحبّ ِ، للنفوس الظوامى

فإذا ما شُغلت عنك بنـفسى ** وبما هــاج من هوىً وغـــرام ِ

فـدَع العــودَ جانباً ، وأدرها ** قــُبلات ٍ من ثغـــرك البسّـام ِ

ودَع الـدَوحـَة الظلـيلةَ تـُخــفى ** أثـرَيـنا بظـلـّها المُـتـرامى

ولنـَعش هاهـنا كما نتـمنى ** للأغـانى ، للحـب ِ ، للإلهـام ِ
****
يا حبيبى خـلّ ِ الوقارَ ، وهيا ** نوقظ النـَّفسَ بعدَ طول هجوع

بالأغـانى وباللهو ِ وبالـشعر ِ ** وبالحـب ِ جائشاً فى الضلوع

فغـداً تذهـبُ الحـياة ُ بشمسنا ** وتمضى بنا لغـــير ِ رجــوع
****
قلتُ والبدرُ حالم ٌ والنجوم ُ ** ذاهلاتٌ والكون وسنانُ صاح ِ

يا رجاء القلب الجريح ، ومازال ** أما آن أن تداوي جراحي

بي ظمأ إلى حـديثك عـذبٌ ** واشتياقٌ لوجهك الوضاح ِ

فابعثي النور في جوانب نفسي** وارحميني من وحشة الأرواح ِ

شدّ ما ضقت بانفرادي وسُهدي ** واغترابي في غدوتي ورواحي
***
وصحا الشوق عارماً فإذا هي ** في جنون ورعشة ٍ قبـّلتني

ثم ألقت برأسها فوق صدري ** كالذي نامَ من ملال ٍ وأين ِ

وسَرَى الريحُ ليناً فاطمأنت ** واستراحت في جانبي المطمئن ِ

وشجاها الهوى فألقت بأذني ** يا حبيبي طابَ المكان فغنّ ِ

غنّ ِ أغنية الربيع على النهر ** وروّ الفــؤاد من كل لـحـن ِ

فاحتضنت العود الحبيب إلى نفسي ** وأيقظته ورحتُ أغني

******


تقبلوا أرق تحــــــياتى