سكنت قلعة أسوارها حديد، أوصدت أبوابها وضيعت عمدا المفاتيح
ووجدتك تخترق أبوابي

جمعت أغراضي ونفيت نفسي إلى الثلث الخالي
ووجدتك تحلق في سمائي

فرضت على قلبي الإقامة الجبرية في سيبيريا حيت الصقيع والجليد
ووجدتك قادما بنارك تذيب كل ذاك التجمد

تعبت من الهرب منك، وأرفض أن استسلم
ماعاد في نفس للمقاومة، وأرفض أن أعلن الانهزام

أهرب منك لا عن سابق تجربة معك
ولكن اتعاظا من تجارب الغير فيك

أرفض أن تكون نهايتي بين يديك
ليس خوفا منك
لكن خوفا ممن سيكون قدري باسمك
نفسي عزيزة، وأكره أن يذلها وأغفر له باسمك
نفسي أبية، وأكره أن يهينها وأتجاوز عنه باسمك

أهرب منك ليس خوفا منك
لكن خوفا على من سيكون قدري باسمك
كيف به الحال بعدي
والأمل في الحياة انعدم

لكن إلى أين أهرب منك
وحيث لا أتوقعك أجدك
تخترق كل الأمكنة والأزمنة
هل أرفع راية الاستسلام؟

ما رأيك يا قلبي يا صاحب الشأن؟
أراك تميل إلى الاستسلام
لا
لن أسمح لك، ليس قسوة عليك، بل رفقا بك
قبل عام قال الأطباء مسألة شهور، والأعمار بيد الله
وقبل شهر قالوا ماعادت تنفع جراحة ولا عقار
قالوا ماعاد أمل في الطب، ويبقى الأمل في الله كبير
غريب أمرهم يقتلونك من حيث يظنون أنهم يحيونك

لن أسمح لك يا قلبي، لأن أي دقة زيادة تعني نهايتك
فلا تتعجل نهايتك، هي ذي قادمة إليك بالأحضان

ودعني يا قلب أواصل الهرب
وتحدي ما لم يستطع تحديه بشر
سلاحي في ذلك اليأس من الحياة

جد رووووووعة يسلموووووو