*
ظَننتُ أنَي قَدْ لَفَظْتُكَ إلِى حَاوِيَةِ النِسْيَانِ وَ أنَي قَدْ نَجَحْتُ بِتَجَاهَلِ وَطَردِ أطْيَافُكَ المُحِيطةُ بِي
ظَننتُ أنَي قَدْ نَزَعْتُكَ مِنْ بُؤرَةِ عَيْنِي وَ أنِي لَنْ أرَاكَ بِوُجوهَ المَارةِ وَ بِيْنَ حاناتِ الذِكْرَياتَ البَائِسَةِ
ظَننتُ أنَي قَدْ تَرَكْتُكَ فِي غبَةِ السَفَرِ ذاوِيَّ الأجْزَاءِ مُنْثَنِي العُمْرَ تَسْتَجْدِي الأوْطَانِ
ظَنَنتُ أنَ البُعْدَ هٌوَ الحَلُ الأمْثَل لَناَ وَ أنِي حِينَ أعْتَلَيْتُ مَنَصَةِ الوَدَاعِ هَتَفْتُ بالخَلاصُ مِنْكَ أبَداً
ظَننتُ أنْي قَدْ شُفِيتَ مِنْ وَعْكَةِ حُبِكَ اليَائِسْ وَ تِلْكَ لَمْ تَكُنْ سِوَى أعْرَاضُ نِسْيَانِ مُفَاجِئ
وَ لَمْ أدْرِي أنَ قَلْبِي ضَعِيفُ إلى الحَد الذَي يَدْفَعهُ للإبْتِسَامِ إبانَ ذِكْرَاكَ
لَمْ أدْرِي أنْكَ مُلْتَصِقُ بِذَاكِرتِي لَآ تَجْرؤ رِيَاحَ الغِيَابِ عَلى إجْتِثَاثَكَ وَ أنْكَ تَتَمَدَدُ كَ الوَجَعُ عَلى جُدْرانِ صَدْرِي
ثُمَ تَتَسَللُ إلِى أوْرِدَةُ قَلْبِي لِتَنْفُثَ الحُبَ اللَعِينَ هُنَاكَ , لَمْ َأدْرِي أنكَ تَسْعَى لأنْ تَحْظَى بالأمْتِزَاجِ الأعمَقِ
مَعَ كُرَيَاتِ دَمِي المُحَمَلةِ بأنْفاسُكَ وَ أنَ إسْتِعْمَارُكَ لِكُلِي لَآ يُشْبِعَ غُرورَكَ وَ الكِبْرِيَاءِ
وَ أنَي قَدْ قُمْتِ بِرَتْقِ أفْوَاهِ الفُرَاقِ عَنْ الغِنَاءِ وَ أنِي قَدْ بَذَرْتُ عِشْقُكَ عَلى أرْضِ قَلْبِي وَ حَصدْتُكَ إشْتِيَاقْ
لَمْ أسْتَوْعِب أنِي مُصَابَةٍ بِكَ وَ لَآ مِنْ دَواءٍ يُخَلصُنِي مِنْكَ , لمْ أسْتَوْعِب أنَ نُطْفَةِ عِشْقُكَ التِي حُقَنْتَنِي بِهَا ذَاتَ مَسَاءٍ
ستُحْبِلنِي بِالجُنَونِ وَ أنَ لَآ مَناصٍ مِنْ تِلْكَ المَضْغَةِ وَ أنِي حَتى هَذِهِ اللحْظَةِ أبْحَثُ عَنْ حِيلةٍ تَسْرُقْنِي إلِى مَرْفَأ عَيْنَاكَ ,
وَ أنَى يُكَونَ لَي اللِقَاءِ وَ كُلَ الطُرِقِ إجْتِهَدَتِ بإغْلَاقِ أفْوَاهِهَا
وَ أنى يَكونَ لي اللقَاءِ و كُلَ الأصَابِعَ تُشِيرَ إلى الوَداعِ
أذْكُرَ أنَ صَوْتِي قَدْ ضَاعَ مِنِي وَ عَلِمْتَ أخِيراً أنَهُ مُسَافِرُ حَيْثُ حُنْجَرتِكَ يَشْتِهِي أنْ تَدَنْدِنَ بِهِ
فِي لَيَالِ العِيدِ الخَاوِيةِ مِنْ الوِصَالُ وَ لَآ أدْرِي أنْ كَان قَدْ ضَلَ الطَرِيقِ أوْ تَاهَ فِي مَعْمَعَةِ البُكَاءِ


قَدْ لَآ أعِي مَا يَحْدثَ لِي لَكِنْ أنْتَ حَتْماً لَآ تَعِي الجُرْمَ الذِي تَلْحَقُهُ بِي مَا أنْ يَتأجَجُ بِقَلْبِي الإشْتِيَاقْ
وَ لَآ تُدْرِكَ كِمِيَةِ الآهِ التِي أتْلوهَا لَيْلاً فِي مِحْرَابِ الضَيَاعِ , أعِدُكَ أنْ أعْفُوَ عَنْ كُلَ جَرَائِمُكَ مَا أنْ
تَدُلَنِي عَلى رُقْعَةٍ لَآ تَوقِظَ الأحْلامِ الغَافِيةِ بِرأسِي وَ لَآ تُحِيكَ لِي الذٍكْرَيَاتِ