فضل: أدعو ربّي دائماً أثناء الصلاة بأن أموت شهيداً



مرّة أخرى، يدلي فضل شاكر بتصريحات جريئة، كالتي ادلى بها منذ فترة، عندما فجّر تصريحات اعتبرت حينها مدويّة في العالم العربيّ، فنيّاً وسياسيّاً. ويعيش الفنّان فضل شاكر، حالة من القلق على ما يمارس بحقّ الشّعوب. صراحته وصدقه في التّعبير عن موقفه السياسيّ، أو بالأحرى عن تعاطفه مع الشّعوب المضطهدة، جعلت منه فنّاناً ثائراً رافضاً لما يجري، كما يؤكّد. لا يترك فضل فرصة واحدة إلا ويعبّر فيها عن وجعه، غير مبالٍ بما يقال عنه، أو ما سيلحقه به ذلك من أذى، مسلّماً أمره لربّه في اتّجاه لا يعرف نهايته. تم لقاءه مؤخّراً على هامش مهرجان الموازين، حيث فجّر تصاريح سياسية، في حين تعمّد الغياب عن المواضيع الفنيّة التي يبدو أنّها لا تشغل باله هذه الفترة.

جمهورك في العالم العربيّ يسأل عنك دائماً، أين فضل شاكر؟

أنا موجود، وكان لديّ حفل في الموازين، ولقد حضروا حفلي وشاهدونيّ عبر شاشات التلفزة.

لقد فاجأت الجمهور المتابع لمهرجان الموازين الدوليّ بإعلان موقفك تجاه الرئيس السوريّ بشّار الأسد وتوجيه رسالة مباشرة له. هل كنت تتعمّد توجيه هذه الرسالة؟
أنا لم أكن راغباً في تحويل مسرح مهرجان الموازين الدولي إلى منبر سياسيّ. لكنّني لم أقوَ على الإمساك بشعوري الداخليّ. وما قلته عن بشّار الأسد قليل.

تردّد أنّ هناك من يدعم تصريحات فضل شاكر حتّى يتجرّأ ويقول هذا الكلام؟
الداعم الأول والأخير هو ربّ العالمين. ولا داعم آخر سواه. (متسائلاً) أليس كافياً أن يكون رب العالمين هو الداعم؟ ومن الله معه فمن يكون عليه؟

موقفك هذا دليل على أنّك متوجّه إلى الاستشهاد في سبيل موقفك؟
الله يسمع منك. فأنا أدعو ربّي دائماً أثناء الصلاة بأن أموت شهيداً، وأن لا أموت ميتة الذلّ.

ألا تخاف على أولادك وعائلتك من موقفك هذا؟
الله الحامي. ربّي هو من خلقهم ووحده هو من يأخذهم. وأنا موافق على كلّ ما يحكمه الله لي.

متى بدأت هذه الثورة في داخلك؟ ففي الماضي لم يكن لديك هذا الشعور بالاضطهاد؟
عندما بدأ الظلم على أهلنا في سوريا. أنا لم أرَ ظلماً أشدّ من الظلم الذي يتعرّض له الشّعب السوريّ… الله هداني. في الماضي كنت أعمى لا أرى.

لكنّك في الماضي كنت تقيم حفلات فنيّة في سوريا؟
كنت أغنّي للشعب السوريّ. لكنّني ولا مرة غنّيت للنّظام السوري أو شاركت في مهرجان المحبّة والسّلام.

ألم تخصّص مرّة في الماضي أغنية للرئيس بشّار الأسد؟
لا في الماضي ولا في الحاضر. ولا أتشرّف بأن أغنّي له. لكن الآن أحضّر له أغنية هجاء له، وأغنية مديح للشعب السوريّ المناضل.

ماذا تقول كلمات أغنية الهجاء وكلمات الأغنية الخاصّة بالشّعب السوريّ؟

أغنية الهجاء في طور التحضير، فلم تجهـز كلماتها بعــد. لكن أغنية دعم الشّعب السوريّ تقول: “يا شام سنظـل فيها صامدين حتى يغادرها الأنين ستفوح منها أرواحنا، لو غاب عنها الياسمين”. سوف أطرح هذه الأغنية لتكون دعماً لهم. الله يعطيهم القوة.

طالما أنت مؤمن بحكم ربّ العالمين، وأن لا يصيبكم إلا ما كتب الله لكم، فلماذا تركت لبنان ومكثت في قطر؟
من واجبي أن آخذ حذري ولا أعطي فرصة للغدّارين لكي ينالوا مني. لقد تعرّضت للكثير من التهديدات.

هل تجيد استعمال السلاح في حال اضطررت لذلك؟
أكيد.. قال ممازحاً أعطيني راجمة صواريخ وأنا أُحسن استخدامها. فأنا من جيل الحرب. ثم قال متسائلاً: (شو أنا جايي من الشانزليزيه، من باريس)؟!

أنت اليوم مقيم في قطر، وإلى جانبك ابنك محمد، جرّاء إعلان موقفك جهاراً، يوم شاركت في التظاهرة إلى جانب الشيخ أحمد الأسير في وسط بيروت. هل كانت مشاركتك مُعد لها مسبقاً؟
لا أبداً. لم أُعدّ لها. لكن عندما دعا الشيخ أحمد الأسير إلى تظاهرة، وجدت أنّ من واجبي تلبية الدعوة. مشاركتي في التظاهرة ليست بحاجة إلى تأويل.

لكنّك تلقيت جرّاء مشاركتك هذه تهديدات دفعت بك إلى ترك لبنان والمكوث في قطر ألست نادماً على ذلك؟
بالعكس أين المشكلة؟! هذه ضريبة علينا في النّهاية دفعها. أنا لست هارباً من لبنان. وفي الوقت المناسب أعود إليه. فأنا لا ثقة لي بالدولة، وهي ليست قادرة على حمايتي، لو مكثت في لبنان؛ فأنا وابني محمّد في قطر، وباقي عائلتي في لبنان. لو الدولة قادرة على حمايتي أعود الآن إلى لبنان.

لماذا اخترت اللجوء إلى قطر دون سواها من الدول؟
أرتاح إلى دولة قطر وأشعر بأمان فيها وأحبّ شعبها.

قيل إن فضل شاكر قد قبض أموالاً من دولة قطر ليقف هذا الموقف، وإنّ دولة قطر هي وراء دعم موقفه؟

غير صحيح. هذا كلام كاذب. قطر بلدي الثاني وشعب قطر أهلي وأحبابي. لو كنت مطمئناً للبقاء في لبنان، لما غادرته ولبقيت في بيتي. لكن بعدما تلقيت تهديدات، غادرت إلى قطر التي استقبلتني برحابة صدر، وأنا أحبّ قطر والمكوث فيها منذ زمن.

إذا تحقّقت أمنتيك وانتصرت الثورة الشعبيّة في سوريا فماذا ستفعل حينها؟
لحظة انتصار الثورة الشعبية، أنا نذرت نذراً أن أذبح 100 خروف. ثمّ أقوم بشواء لحمها وأقدّمها للثوار وللشعب السوريّ، ثمّ سأعلن اعتزالي الفنيّ، وأقدّم حينها اعتزالي هديّة منّي للثورة الشّريفة البطلة. وسأوظّف صوتي حينها للأناشيد الدينيّة. والحفلات التي أُقيمها حالياً ليست إلا بهدف اقتطاع قسم منها في سبيل دعم النّازحين السوريين.

هل تفكّر بعد الاعتزال بدخول معترك السياسة؟
لا يشرّفني دخول معترك السياسة، ولا أتقن فنّ السياسة. أنا أتكلم عن وجع وظلم وجوع الناس. فمن يتكلّم عن وجعه ووجع الناس يصبغونه بالعمالة، وأقول الويل لأمّة إذا شعبها جاع.

هل تمارس حقك الانتخابيّ وتذهب إلى صناديق الإقتراع؟
لا أحد يستحقّ أن أنتخبه. أريد انتخاب رجال أمناء يدافعون عن حقوقنا. علينا أن نعمل أو نقوم بعصيان مدني لإعادة حقوقنا في الكهرباء وتخفيض الأسعار، لأنّ الدولة لم تعطنا شيئاً. فإذا تكلمت بهذا الإطار يقولون إنني مدعوم. أنا أتكلّم عن وجعي ووجع النّاس “الغلابة”.