رسالة إلى نفسي


أنظر إلى وجهك البريء فأرى سعادة بسيطة, و بسمة ماكرة.


أحدق في عينيك أكثر فأرى فيهما تعب و سآمة تختبئان وراء لمعتهما. لا أدري هل أنا محق أم أني أسقط حالتي اليوم على صورتك حينها؟


أكثر من ثلاث و اربعين عاماً مرت منذ تلك الأيام.


ما الذي كان يدور في عقلك الصغير؟ أية أحلام و آمال كانت تختبىء في ثناياه؟ هل كنت تحلم بما ستلعب بعد أن تنتهي؟ هل كنت تحلم بوجبة المساء؟ هل كنت تحلم بأصدقاء المدرسة؟ هل كنت تحلم أنك ستصبح في يوم من الأيام كبيراً؟



قل لي من أنت؟ أعلم أنك أنت أنا, لكني لا أعرفك. وجهك غريب عني..


لو علمت حينها ما الذي تخبئه لك الأيام كل كانت سترتسم تلك البسمة على وجهك الصغير؟ أم كنت ستعرض أساساً عن هذا الكلام الغير مفهوم بالنسبة لك وتكمل لهوك ولعبك؟


يا الله كم مرت من السنين و كم كان فيها من الأحداث. كم مرة تغير فيها مسار حياتك كلياً. كم مرة عانيت, كم مرة بكيت, كم مرة تمنيت لو أنك تموت.


لكن الأيام لم تمهلك, و توالت يوماً بعد يوم حتى وصلت إلى ما وصلت إليه. وحيداً مرمياً في بلد بعيد. تلملم شظايا نفسك وتلصقها ببعضها بدموع العين, لأن الأيام تمضي ولا تنتظر! وتستمر الحياة إن كنت واقفاً أو جاثياً أو زاحفاً.
حبل الأيام مربوط حول عنقك و يجرك إلى الأمام جراً و أنت تحاول أن تنتهض في نفس الوقت.


ليتني أستطيع أن أتمنى لك أياماً أفضل مما أتاني. لكن كيف أفعل و أنت أنا و مستقبلك ما هو إلا ماضيي أنا؟؟


آه دعك من هذا الكلام و أكمل لعبك. ستأتيك الأيام و سترى.


أمر أخير : هل تذكر حين كنت تتمنى لو أنك تصبح كبيرا؟ نصيحة : انس هذه الأمنية و تمنى لو تطول بك أيام الطفولة.