قلبي ليس للبيع ^ متجدد^

تاريخ التسجيل : 13/09/2011

مساء الخير

لأحلي أعضاء

كيفكم؟
إن شاءالله تكونوا بخير وبأحسن حال

أنا راح أكون معكم
ضمن مجموعة من القصص القصيرة التي تحمل الكثير من المعاني والعبر

**موسوعة قلبي ليس للبيع**

أتمني من الجميع المتابعة والمشاركة في إبداء الآراء...

تحياتي للجميع

قلبي ليس للبيع ^ متجدد^ Female

زورو مدونة اهل الشآآآآم قلبي ليس للبيع ^ متجدد^ Icon30

[url=http://alqemaalrassam.blogspot.com/]

تاريخ التسجيل : 13/09/2011

ودااااااااااااع

جففت هدي دموعها وهي ترقد في فراشها وتحتضن صورة خطيبها عادل الذي ودعته منذ ساعات وهو يستقل الطائرة في طريقه إلي الولايات المتحدة الأمريكية.

لم تكن تحتمل فكرة فراقهما طيلة شهور ثلاثة،هي المدة التي سيقضيها عادل في عمله هناك.

كانت تحبه..

تحبه بحق..

منذ عرفته وهي تذوب حباً له، علي الرغم من أنه لم يبح لها بحبه علي نحو صريح قط.
طوال عام كامل من خطبتهما لم ينطق بكلمة حب واحدة .
كانت تري هذا الحب في عينيه.
في كلماته.
في لمساته.
كانت تشعر به في كل تعاملاته معها.
ولكنها لم تسمع منه كلمة حب أبداً
هكذا هي طبيعته.
هادئ، رصين، خجول..

ولهذه الصفات تحبه.

راحت تسترجع لحظات وداعهما عندما إحتوي كفها بين راحتيه.،
وإحتضنه بهما في حنان، ثم تطلع إلي عينيها طويلاً .

دون أن ينطق بحرف واحد..

ثم ذهب إلي حيث تقبع طائرته.
وإنطلق..
حتي في لحظة الوداع لم ينطقها..

لم ينطق كلمة حب تشتاق لسماعها من شفتيه.
وأسبلت جفنيها ، وهي تحتضن صورته في حب.
ونامت.

لم تدر كم نامت، ولكنها شعرت فجأة بضرورة أن تستيقظ.
وعندما فتحت عينيها، رأته أمامها.
عادل بنفسه.
بوجهه الوسيم ونظراته الحانية.
كان ينحني نحوها. وعيناه تحملان نظرة حب وحنان كعادته.
وكان مبتلاً.
هكذا خيل إليها.
كانت خصلات شعره ملتصقة بجبينه ، كما لو أنه قد إنتهي من الإستحمام علي التو.
وحاولت أن تبتسم.
أن تهتف بدهشة لعودته.
ولكن لسانها كان ثقيلاً.
وجسدها كان أثقل.
بدت كما لو أن طناً من الفولاذ يجثم علي أنفاسها.

ولم تملك سوي التطلع إليه.
وفتح شفتيه، وقال بصوت عميق:
أحبك يا هدي.
إختلج قلبها في قوة.
لقد نطقها..
نطقها أخيراً
نطق كلمة الحب..
إغرورقت عيناها بدموع السعادة، وهي تتطلع إليه، فإستطرد في حب وحنان..
لا تبكي يا هدي ... لا تبكي أبداً ... دموعك تؤلمني...لا تبكي.

وفجأة إرتفع رنين الهاتف المجاور لفراشها.
وإختفي عادل...

حدقت أمامها في دهشة، وأيقنت من أنها كانت تعيش حلماً جميلاً، وهي تلتقط سماعة الهاتف، وتقول في صوت متناوم:

من ؟
أتاها صوت يقول في حزن:

هدي لقد سقطت طائرة عادل في المحيط ..سقطت وغرق كل ركابها يا هدي...

خيل إليها أن قلبها قد توقف عن النبض ،وإتسعت عيناها في ذعر وذهووول،
وتجمعت فيهما دمعة هائلة، إختفت بين جفنيها ، كما إختنقت تلك الصرخة في حلقها..

سقطت الطائرة..؟
غرق كل ركابها..؟
وفجأة وقع بصرها علي بقعة المياه، التي تبلل أرضية الحجرة إلي جوار فراشها تماماً..
بالتحديد عند النقطة التي كان يقف فيها عادل منذ لحظات..
بخصلات شعره الملتصقة بجبينه.
وفي بطئ أعادت هدي سماعة الهاتف.
وبسرعة جفت تلك الدمعة في عينيها..

إن دموعها تؤلمه..
هو نفسه أخبرها ذلك مع كلمات حبه...

في لحظة ودااااع.[/size]

زورو مدونة اهل الشآآآآم قلبي ليس للبيع ^ متجدد^ Icon30

[url=http://alqemaalrassam.blogspot.com/]

تاريخ التسجيل : 13/09/2011

الإنتظار
كالمعتاد ,وصلت هى اولا ...

وكان عليها ان تنتظره ...

كل مرة يحدث هذا ..

كل مرة يكون عليها هى ان تنتظر ...

زفرت فى حنق ,, وتطلعت الى ساعتها , ثم عادت تتطلع الى
الطريق ....

انه لا يحترم أية مواعيد ..

حتى فى عمله يصل متاخرا ..

وهى على عكسه تماما , تصل دوما فى موعدها ....

وتنتظر ...

ولاول مرة , منذ بدات علا قتهما , شعرت نحوه بالسخط ...

لماذا تحتمله هى دوما ؟؟؟

لماذا تحتم قواعد التعامل ان تدلل النساء الرجال قبل الزواج ؟...
.
وفى اعماقها , انفجرت ثورة ...

لالالا.....
لن تنتظره هذه المرة ...

لقد وصلت فى موعدها , وما دام هو لم يصل , فليحتمل النتائج ...

وفى حزم اندفعت تغادر مكانها فى غضب , وعبرت الطريق فى

عصبية مفاجئة ....

وارتفع صرير اطارات سيارة , تحتك فى الطريق بقوة , مع

محاولة صاحبها ايقافها فى استماتة , وأعقبه صوت ارتطام السيارة
بجسم لدن ...

وشعرت هى بالصدمة، ثم تلاشي شعورها بالألم بغتة، وراحت

روحها تفارق جسدها في نعومة وهدوء،، محلقة نحو الأبدية..

والعجيب أنها لم تشعر برهبة الموت حينئذ،، بل كل ما شعرت به

هو السخط

لأنه حتي في هذا ستذهب هي أولاً...

وسيكون عليها أن تنتظره...

زورو مدونة اهل الشآآآآم قلبي ليس للبيع ^ متجدد^ Icon30

[url=http://alqemaalrassam.blogspot.com/]

تاريخ التسجيل : 13/09/2011

كــــــــــــبريـــــــــــــاء

إنه هو...

هذا ما همست به نادية لنفسها، عندما وقع بصرها علي وجه صادق وسط رواد الحفل..

وهذا ما هتف به قلبها...
لم تكن قد رأته.. أو إلتقت به منذ فسخت خطبتهما، قبل أربع سنوات...

ودون أن تدري تسمرت قدماها، وهي تحدق في وجهه غير مصدقة..

هو أيضاً تسمر في مكانه...تطلع إليها في دهشة تمتزج بكثير من

اللهفة، عبر عشرات الوجوه، التي تعبر أمام نظره، والتي لم يعد

يري فيها سوي حواجز محدودة، تحول بينه وبين الفتاة التي أحب في صباه...

وفي لهفة، تحرك كل منهما نحو الآخر خطوة، ثم توقفا...

كانت تتمني لو إرتمت بين ذراعيه ، وذابت في صدره..

وكان يتمني لو ضمها إليه وهتف بإسمها في حب وحنان..

ولكن احدهما لم يفعل...

لقد بذلت أقصي جهدها لتسيطر علي إنفعالها وبذل أقصي جهده

ليغلب مشاعره وهما يعاودان تقدمهما نحو بعضهما البعض قبل أن
يتطلع هو إليها.

ويقول مبتسماً:

إذن فهو أنت... تصورت أني أخطأت الرؤية.

هزت كتفيها، متظاهرة بالامبالاة وهي تقول:

نفس شعوري...

سألها:وهو يخفي لهفته في أعماقه:

ماذا تفعلين هنا؟
أجابته: وهي تتشاغل بالنظر حولها حتي لا تفضحها عيناها :

إنه حفل الشركة التي أعمل بها.

رفع حاجبيه في دهشة حقيقية، وهو يهتف:

الشركة التي تعملين بها؟؟ ومنذ متي تعملين هنا؟

أجابته: وهي تواصل التشاغل بالنظر حولها:

منذ شهر واحد.

قال:
إذا فنحن نعمل الآن في شركة واحدة.

شعرت بنبرة لهفة في صوته، ولكنها تجاهلتها وهي تسأله:

أتعمل بنفس الشركة؟

لوح بكفه وهو يقول في زهو:

إنني مدير الدعاية بها.

مدير الدعاية.؟؟

إذن فهو رئيسها المباشر، الذي كان من المفروض أن تلتقي به الليلة ..

هو مديرها..

لا .. لن يمكنها إحتمال هذا..
لن تعمل أبداً تحت رياسته...

وفي شموخ، رفعت أنفها قائلة:

لست أظنني سأستمر في العمل.

سألها في دهشة:

لماذا؟..إنها شركة معروفة، ونصف الشباب يتمنون الإلتحاق بالعمل فيها..

قالت في عناد:

إلا أنا..
لم تسمع منه جواباً أو تعليقاً لفترة تزيد علي نصف الدقيقة. فأدارت

عينيها إليه في تساؤل، وأربكها أنه كان يتطلع إليها في إهتمام

وتضرج وجهها بحمرة الخجل, فأشاحت به بعيداً قبل أن يسألها هو:

ماذا فعلت: في هذه السنوات الأربع؟

غمغمت في عصبية:

أهنئك:لأنك تذكر الوقت جيداً.
همس:
كانت أجمل أيام عمري.

قالت في توتر:

هذه السنوات الأربع؟؟

أجابها وهو يميل نحوها:

بل تلك التي سبقتها .

خفق قلبها في قوة وبذلت قصاري جهدها لإخفاء مشاعرها. وهو يضيف:
أيام خطبتنا.

قالت:وهي تفرك كفيها في شدة:

تذكر أنك أنت الذي فسخ الخطبة. لا أنا.

إعتدل وقال في ضيق

كنت مضطراً
سألته في حدة:
لماذا؟

مضت لحظات من الصمت.. وهو يشرد بعيداً قبل أن يجيب:
كبريائي أجبرني علي هذا.

قالت في إنفعال:
أنت الذي صنع منها قضية كبرياء.
أجاب في توتر:

كانت كذلك بالفعل.
هوت رأسها نفياً في عناد.. وهي تقول:

بل كانت مشكلة عادية..يمكن أن تواجه أي شابين مخطوبين.
قال في حدة:

لم تكن أبداً مشكلة عادية..كيف كان بإمكاننا أن نبقي خطيبين يعد أن التحقت أنت بالعمل وبقيت أنا عاطلاً؟

كيف يمكن لرجل شرقي أن يرتبط بأنثي تنفق عليه؟

أجابته بحدة مماثلة:

كانت مشكلة مؤقتة.. وكنت ستجد عملاً أفضل بالتأكيد..

جاء دوره ليشيح بوجهه، وهو يقول:

لم أكن أحتمل الإنتظار يومها..

أضاف في عصبية:
ثم إن والديك أبديا إستنكارهما لذلك الوضع أيامها.

قالت في ضيق:
كان عليك أن تحتملهما، حتي نتجاوز الأزمة.
أجاب محنقاً:
لم أستطع أيامها..

تطلعت إليه لحظات في صمت، قبل أن تقول:
ولكن ها أنتذا قد وجت عملاً جيداً

هز كتفيه، قائلاً:
إحتاج الأمر إلي عام كامل، قبل ان احصل عليه، ولكنني إستطعت الترقي في سرعة بإخلاصي الشديد وكفاءتي..

هذه واحدة من مميزات القطاع الخاص..
تطلع إليها مرة أخري في صمت، ثم سألها:

وماذا عنك؟؟
هزت كتفيها، قائلة:
لم أحتمل سوي عام واحد، ثم تركت العمل.

قال:
ولكنك وجدت عملاً هنا

قالت في عناد:
قلت لك: إنني لن أستمر في هذا العمل.

أردا أن يرجوها أن تبقي، وتمني لو بقيت بالفعل، إلا أن كبريائه منعه من أن يعلن ذلك ،فإكتفي بالقول:

هذا شأنك.

ثم ألح علي ذهنه سؤال، لم بمكنه مقاومته، فسألها بغتة:

هل تزوجت؟
لم تكن قد فعلت....

لم تكن حتي قد قبلت خطبة غيره.. منذ إفترقا..

ولكنها علي الرغم من هذا أجابته في كبرياء:

إنني مخطوبة وسيعقد قراني في الخميس القادم..

بدت علي وجهه علامات خيبة الأمل وهو يقول:
حقاً؟!

ثم لم يلبث أن إعتدل وشد قامته، وهو يقول:

مبارك....

خفضت عينيها دون أن تنطق بكلمة واحدة. فإستطرد هو في مرح مفتعل:

أنا أيضاً في طريقي لعقد قراني...

رفعت عينيها إليه في ذعر هاتفة:
عقد قرانك؟!

أومأ برأسه في عصبية وقال محاولاً التظاهر بالفرح:
نعم... إنها زميلة لي هنا ونحن متحابان... و..

لم يستطع إتمام عبارته،، فبترها علي الفور وساد بينهما الصمت وكلاهما يتطلع إلي عيني الآخر في أسي قبل أن تقول هي:

أتمني لك مستقبلاً سعيداً...

تمتم في خفوت:

وأنت أيضاً

مدت أصابع مرتجفة لمصافحته وإلتقت أصابعهما وهي تغمغم مقاومة دموعها:

الوداع
ردد في مرارة:

الوداع.

أولي كل منهما الآخر ظهره وإبتعدا في خطوات متثاقلة بطيئة...
لقد فرقتهما مرة ثانية تلك اللعنة..

لعنة الكبرياء...
************************
قلبي ليس للبيع ^ متجدد^ 081114034455MUyd

قلبي ليس للبيع ^ متجدد^ 081114034455MUyd

زورو مدونة اهل الشآآآآم قلبي ليس للبيع ^ متجدد^ Icon30

[url=http://alqemaalrassam.blogspot.com/]

تاريخ التسجيل : 13/05/2012

ليست عظمة الإنسان أن ينتفخ كالفقاعة الفارغة ثم ينفجر جداره الهش

وكأنه لم يكن منذ لحظة.
بعض الناس تقول ان الكبرياء جرثومه مدمره

دقة قلب قلبي ليس للبيع ^ متجدد^ 401133

تاريخ التسجيل : 17/03/2012

تاريخ التسجيل : 13/09/2011

صــــــــــــديقــــتـــــــها

هي مشكلة المشاكل في حياتي كلها..

فهي صديقتها ..
صديقة زوجتي..

وهذه المشكلة لم تبدأ بعد زواجنا، وإنما قبل هذا بكثير، فهي صديقة زوجتي منذ طفولتهما وصباهما..
وهي كالمعاتد نديمة أحلامها وكاتمة أسرارها..

وهذا هو المزعج في الأمر..

فمنذ خطبتنا ،، لاحظت أن زوجتي (خطيبتي آنذاك) شديدة التعلق بصديقتها كوثر وأنهما تتزاوران أكثر مما ينبغي من وجهة نظري ولكنني لم أول هذا الأمر إهتماماً في أيام الخطبة،، لأن ظروف عملي لم تكن تسمح لي إلا بأوقات قليلة أقضيها مع خطيبتي أسبوعياً وكان من المستحيل بالطبع أن نقضي هذه الأوقات القليلة في مناقشة أمر كهذا ،، إذ كان لا يكاد يكفينا لنختلس سويعات من الحديث الهامس العاشق...

ولكن،، وفي المرات القليلة التي إلتقيت فيها بــ كوثر في أثناء فترة الخطوبة لاحظت أمراً لم يرق لي أبداً...

لاحظت أن كوثر تعرف عني كل شئ تقريباً...
أو بمعني أدق... تعرف كل ما أرويه لفاتن خطيبتي عن نفسي...
وكان هذا يعني أن فاتن تروي لــ كوثر كل شئ
حتي ما أرويه لها..
وكان هذا يضايقني كثيراً بل يشعرني أحياناً بالحرج والحنق وبأنني أشبه بشخص خاضع لمراقبة دقيقة،، فلا يملك حتي الإحتفاظ بلحظات شخصية وخاصة...

ولكنني للأسف لم أعترض حينذاك...

وتزوجنا..
تزوجت فاتن..وأنا أعلم أنني في الواقع قد تزوجتهما معاً..

أو فقدتهما معاً..

فمنذ أول صباح لنا.. لعنت ذلك الهاتف الذي ظلتا تتبادلان الحديث عبره لساعة كاملة،، قبل أن أقنع فاتن بضرورة إنهاء المحادثة،، لمنح باقي المهنئين فرصة الإتصال بنا...

وبعد أشهر قليلة بدأت المحادثات تتخذ طابعاً مخيفاً...
طابع الهمس...
كانت كوثر تزورنا كثيراً بمعدل لا يقل عن مرتين يومياً وعلي الرغم من هذا...فقد كانت تتحدث مع فاتن لساعة ونصف يومياً علي الأقل...عبر أسلاك الهاتف..

وفور ظهوري كان حديثهما يتحول إلي الهمس بحذر وكأنني ضيف غير مرغوب فيه..أو عدو شرير..لا ينبغي له معرفة ما يدور بين الأصدقاء..

وكنت واثقاً أن فاتن تفعل نفس ما كانت تفعله أيام خطبتنا..
كانت تروي لها أسرارنا..
وهنا شعرت بخطورة هذه الصداقة.. وبضرورة العمل علي إنهائها بأي ثمن...

ولكن كيف؟؟
هذا هو السؤال..

في البداية لجأت إلي الأسلوب البسيط وصارحت فاتن بكل ما يضايقني بشأن علاقتها بــ كوثر
وطالبتها بتخفيف صداقتها بها ولكنني فوجئت بــــ فاتن تواجهني في عدوانية عجيبة،، وهي تقول:
ولماذا لا تقطع أنت علاقاتك بأصدقائك؟

قلت في دهشة:
وما شأن أصدقائي بالأمر؟؟ إن صداقتي بهم لم تمس يوماً حياتنا الزوجية.. إنك حتي لا تعرفينهم
وهم غير معتادين علي زيارتنا..

قالت في صرامة:
هذا شأنهم،، أما صداقتي بـــ كوثر فهي صداقة متينة لا تنفصم أبداً...

هتفت في غضب:
ولكن ليس من حقك نقل أسرارنا إليها..

قالت في حدة:
لا تلق الاتهامات جزافا,, ألديك دليل واحد علي ما تقول؟

أجبتها في مرارة:
لسنا هنا في محاكمة لتطالبيني بالدليل..

صاحت:
ولسنا هنا في سجن لتطلب مني قطع علاقتي بأفضل صديقة لدي..

وأدركت أن هذه الوسيلة فاشلة تماماً وأن فاتن لن تقطع علاقتها بـــ كوثر أبداً إكراماً لي...

وكان علي أن أجد وسيلة أخري..

وبدأت في معاملة كوثر بشئ من البرود والتجاهل عسي أن تشعر أنها ضيف غير مرغوب فيه فتكف عن زيارتنا..

ولكن كوثر لم تنقطع أبداً عن زيارتنا..

كل ما حدث هو أن زوجتي أصبحت تستقبلها عند الباب وتنتقل معها مباشرة إلي حجرة الصالون وهناك تنهمكان في حديث هامس من المؤكد أني وأسلوبي محوره الأول...

وبدأت فاتن تعاملني في جفاء مماثل وكأنها تنتقم لصديقتها مني...

وأدركت أن هذا الأسلوب أيضاً قد فشل..

وأخذت أبحث عن أسلوب جديد..

وفجأة قفزت تلك الفكرة إلي رأسي..

وكانت فكرة جهنمية بحق...

وعبقرية...

وفي أول زيارة لــــ كوثر كنت مستعداً تماماً فإرتديت أفخر ثيابي

وأكثرها أناقة..وحلقت ذقني في عناية وصففت شعري جيداً

وأضفت لمسة من عطر رجالي فاخر...ثم أسرعت أسابق زوجتي

وأستقبل كوثر بإبتسامة عريضة....

وفي ذلك اليوم كانت دهشتهما كبيرة كوثر وفاتن عندما بالغت في

الإحتفاء بـــ كوثر وتبادلت معها حديثاً ودياً باسماً وتصورت

زوجتي أن هذه هي طريقتي في الإعتذار.. عن

ولكنها لم تفهم ما أعترمه..

لقد كانت هذه هي البداية...

مجرد البداية...

وفي الأيام التالية رحت ألعب دور العاشق الولهان. فأعود في كل

يوم إلي المنزل ومعي زهرة حمراء وشريط من شرائط أغنيات

عبد الحليم حافظ وأظل طيلة الوقت أستمع إلي الأغنيات في هيام..

وأنا أرفع الزهرة إلي أنفي كل دقيقة...

ورحت أسأل في لهفة عن مواعيد زيارات كوثر وأحرص علي

إستقبالها بكل أناقة.. بل علي إحضار بعض الحلوي الأنيقة اللذيذة

كلما حضرت لزيارتنا..

وبعد أسبوع واحد ألقيت طعماً جديداً عندما خاطبت زوجتي بإسم كوثر وأنا أتظاهر الشرود...

وبدأت زوجتي تضيق بزيارات كوثر بعد بعد أن كانت تنتظرها في

لهفو في حين ضاعفت أنا من تظاهري باللهفة لتلك الزيارات ومن

حفاوتي الزائدة بــــــ كوثر عند قدومها..

ولأول مرة منذ حداثتهما بدأت بعض المشاحنات تنشأ بين فاتن

وكوثر وفي كل مرة كنت أقف إلي جوار كوثر في حماس حتي لم

تعد زوجتي تطيق زيارات كوثر أو حتي سماع إسمها...

ثم كانت المشاجرة الكبري بينهما...

وبعدها إنقطعت كوثر عن زيارتنا تماماً

ومنذ ذلك الوقت أصبحت فاتن تثور كلما سألتها عن كوثر وعن سر غيابها الطويل...

وأدركت أنني قد توصلت إلي ما أبتغيه بإستخدام أقوي سلاح ضد

المرأة...

الغيرة....

تلك الغيرة التي جعلت زوجتي تخسر صداقة عمر بأكمله...

والتي جعلتني أربح سعادتي وارتياحي في منزلي دون تدخل منها...

من صـــــــديـــــــــقـــــــتــــــــهـــــا....... ...

زورو مدونة اهل الشآآآآم قلبي ليس للبيع ^ متجدد^ Icon30

[url=http://alqemaalrassam.blogspot.com/]

تاريخ التسجيل : 13/09/2011

لــــــــــــــمـــــــســـــــــة
*******

لابد أن نفترق...

إنتفض كريم في دهشة وهو يحدق في وجه شهيرة بعد أن نطقت هذه العبارة وإرتجفت الكلمات علي شفتيه وهو يغمغم:

ماذا يا شهيرة؟

قالت في عصبية:
نفترق يا كريم هذا هو قراري الأخير.
تطلع إليها لحظة في إرتياع فتابعت وهي تتحاشي النظر إلي عينيه:
لقد فكرت في امرنا جيداً ووجدت أن علاقتنا غير منطقية فأنا أكبرك بعام كامل.. وأدرس في كلية عملية.
في حين تدرس أنت في كلية نظرية...

قال في أسي:
ولكنني سأحصل علي شهادة الليسانس.هذا العام ويمكنني التقدم لخطبتك فور حصلي علي عمل مناسب..و...

قاطعته في توتر:
مستحيل يا كريم.. مستحيل!!
إرتجفت شفتاه وهو يقول:
ولكنني أحبك..

تنهدت قائلة:
أعلم هذا..

قال في شئ من الرجاء:
وأنت تحبينني..

هتفت فجأة:
هذا لا يكفي.. إنك تتحدث علي نحو عاطفي بحت أما أنا فأفكر بشكل عملي منطقي كيف يمكننا أن نتزوج؟ ومتي..؟
لقد حسبت الأمر بعقلي ووجدت أن زواجنا مستحيل!!

قال في عصبية:
الإنسان لا يحسب كل أمور الدنيا بعقله..

قالت محتدة:
خطأ .. الإنسان الذي لايحسب كل الأمور بعقله هو إنسان فاشل..

فالعاطفة وحدها لا تقيم حياة سعيدة..

قال في توتر:
ولا العقل وحده..

نهضت في حزم وحقيبتها مستطردة:
وعلي أية حال.. لست هنا لمناقشة الأمر لقد إتخذت قراري الوداع يا كريم..

هتف بها وهي تبتعد:
شهيرة إنني أحبك..
ولكنها لم تتوقف..

لقد أسرعة تبتعد بكل ما تملك من قوة وكأنها تفر من صوته ومشاعره وحبه..

نعم إنها تحبه..
ليس لديها أدني شك في هذا...
ولكن عقلها يرفض مثل هذه العلاقة...
يرفضها بشدة..

وطوال الطريق إلي منزلها راحت تكتم دموعها في إصرار إلا أنها لم تكد تغلق باب حجرتها خلفها حتي وجدت نفسها تبكي بحرارة...
لقد إتخذت القرار بمحض إرادتها...

وبمنتهي الحزم..
فلماذا تبكي الآن؟
لماذا تشعر وكأنها قد إنتزعت قلبها بيدها.. ووطئته بقدمها فسحقته علي أرض المنطق والعقل...؟

ولكنها لم تتراجع..
لن تتراجع أبداً...
ستعتصر قلبها..
ستدفن خفقاته في صدرها وتخفي آلامه عن وجهها وتمحو حزنه من عينيها..
لن تستسلم أبداً...
أبداً..

وكجزء من قرارها رفضت تماماً التحدث إلي كريم أو مناقشة أمر إنفصالها عنه مع شقيقتها أو أصدقائها المشتركين..
وفهم كريم الموقف...
وإنسحب..

ومع إنسحابه لم تشعر بذلك الإرتياح الذي تصورت أنها ستشعر به... لقد شعرت بالخواء.. شعرت وكأنها أصبحت تحيا في فراغ تام..

ولكنها قاومت..

وتخرج كريم من كليته النظرية وسافر للعمل في الخارج..
في حين إنهمكت هي في دراستها العملية..
حتي نالت شهادتها بعده بعدة أشهر...
وإلتحقت بالعمل في مكان أنيق معروف وقررت أن تصبح واحدة من قيادته بعد سنوات قليلة.. لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة...

وفي عملها إلتقت بـــ عارف...
شاب طموح.. عملي تخرج من نفس كليتها ويسبقها بعام واحد..
وعلي نحو مباشر وبشكل عملي تماماً فاتحها عارف برغبته في التقدم لخطبتها..

وحسدتها زميلاتها علي فوزها بقلب عارف الذي يتوقع الجميع مستقبلاً مرموقاً في هذا العمل بالذات...

ولكنها لم تشعر بالسعادة..
كان عقلها شديد الإقتناع بــ عارف ولكن قلبها ما يزال هادئاً مستكيناً يتطلع إليه في رصانة وبشئ من اللامبالاة..

والعجيب أنها لم تعلن موافقتها علي الفور..
لقد طلبت منه مهلة للتفكير..
ومنحها عارف المهلة..
منحها إياها في هدوء وبساطة ثم عاد ينهمك في عمله وكأنه لا يشعر بوجودها...
وكانت المهلة أسبوعاً واحداً..

وإنتهت المهلة المحددة..وكانت قد قررت الموافقة علي الإرتباط بـــ عارف..

وجاء اليوم الذي كان ينتظر عارف معرفة جوابها النهائي..

نهضت من خلف مكتبها في حزم وإتجهت إلي باب الحجرة وفتحته في قوة..و..

وسرت في جسدها إرتجافة قوية..

لقد وجدته أمامها مباشرة..
كــــريـــــم..
كريم بإبتسامته الهادئة.. ونظراته الدافئة الحنونة..
وبصوت مرتبك غمغم كريم.:
معذرة كنت ماراً من هنا .. و..و....
لم يستطع إتمام عبارته وهو يتطلع إليها في لهفة وحب..
فأفسحت له الطريق وهي تقول:
أهلاً بك يا كريم تفضل ... تفضل علي الرحب والسعة..

جلس في المقعد المقابل لمكتبها..
فإتجهت هي للجلوس خلف مكتبها وهي تقول:

حمداً لله علي سلامتك.,.. متي عدت؟
أجابها في خفوت:
اليوم.... بل الآن..

ثم إزدرد لعابه وقال:
الواقع أنني أتيت إلي هنا مباشرة من المطار..

قالت في دهشة:
أين حقائبك إذن؟

تخضب وجهه بحمرة خفيفة،، وهو يجيب:
لست أحمل أية حقائب فقط هذه..

وأخرج من جيبه علبة مخملية صغيرة وناولها إياها وهو يستطرد مرتبكاً:
سوف أعود بطائرة المساء..

إلتقطت العلبة وهي تسأله ما هذه؟؟

إبتسم في حنان وهو يقول:
الهدية... هدية عيد مولدك... كل عام وأنتي بخير...

شهقت مع مرأى ذلك الخاتم الماسي الرائع الذي يستقر داخل العلبة ثم رفعت عينيها إليه غير مصدقة...
إنه يذكر تاريخ مولدها وسافر من حيث يعمل إليها ليقدم لها هديته.. ويعود في نفس اليوم...

يا لها من لمسة رائعة..
وخفق قلبها بشدة..
ولأول مرة منذ إفترقا..
عادت تشعر بلذة الحب واللقاء..
وفي خجل وإرتباك.. غمغم كريم:
هل..هل راقت لك الهدية؟؟

إبتسمت في سعادة وهي تقول:
إنها شبكة رائعة...

برقت عيناه في سعادة وهو يهتف في لهفة:
شهيرة .. هل تعنين؟

أجابته في حب واضح:
نعم..لو أنك قد غفرت لي..

هتف في فرح غامر:

غفرت لك؟؟... وهل نسيت حبك لحظة واحدة يا حبيبتي؟؟

وفي مساء اليوم نفسه.. كان يضع دبلته في إصبعها وقلبها يخفق في شدة...

لقد إستعادت كل حبها له بلمسة..

لمسة حب واحدة...

قلبي ليس للبيع ^ متجدد^ 081114034455MUyd

زورو مدونة اهل الشآآآآم قلبي ليس للبيع ^ متجدد^ Icon30

[url=http://alqemaalrassam.blogspot.com/]

تاريخ التسجيل : 13/09/2011

التــــــائـــــــــــــه..

الأربعون علي الأبواب والعمر يمضي..
ترددت تلك العبارة في رأس فكري للمرة الألف وهو يستقبل عيد مولده هذا الصباح..

إنه عامه الأربعون...
نقطة الإنتقال من عالم الشباب والرجولة.. إلي مرحلة الكهولة وأعتاب الشيخوخة..
وعندما ذكر هذا لوالده قهقه ضاحكاً وقال وهو يربت علي كتفه في حرارة:

ماذا أقول أنا إذاً،، وسأحتفل بعيد مولدي السادس والستين بعد شهر أو يزيد...

كان والده يقولها وهو مفعم بالحيوية والنشاط وإبتسامته تملأ وجهه الباسم الذي تحيط به هالة من الشعر الأشيب الذي زاد مهابة ووقاراً..

ولكن فكري كان يشعر بأنه أكبر من والده..

ربما لأنه لم يحظ بما حظي به والده منذ بلغ عمره ربع القرن بالتمام والكمال..

لم يتزوج بعد..
وتنهد فكري في أسي وهو يستعيد ذكريات مضت..
ذكري تلك المرة الوحيدة والتي حاول فيها الزواج..

كان في الرابعة والعشرين من عمره..تخرج منذ عام واحد من كلية التجارة وإلتحق بالعمل قي بنك وطني صغير عندما إلتقي بزميلة دراسته هبة التي ربط الحب بين قلبه وقلبها.. منذ عامها الأول في الكلية.. وقال لها في لهفة:
هبة أعتقد أنه يمكنني التقدم لطلب الزواج منك الآن..

كان يتوقع منها فرحة عارمة وسعادة لا حد لها وهما اللذان يخططان للزواج منذ تخرجهما ولكنه فوجئ بوجهها يشحب وبعينيها تغرورقان بالدموع وبشفتيها ترتجفان في مرارة
فهتف بها جزعاً:
ماذا حدث يا هبة؟
يومها تركت دموعها تغمر وجهها الجميل وهي تخفض عينيها قائلة:
لقد تقدم لي عريس آخر..

إنتقل شحوبها إليه.. وقفزت إرتجافتها إلي شفتيه وصوته وهو يقول:
عريس آخر..

بكت في مرارة وهي تشرح له كيف رآها ذلك المقاول في أثناء عودتها إلي منزلها وكيف تبعها وعرف عنوانها وإسمها .. ثم تقدم لطلب يدها من والدها الموظف البسيط واعداً إياه بأنه لن يطالبه بأي شئ .. وسيتكفل وحده بكل متطلبات الزواج إلي جانب إستعداده لشراء شبكة غالية الثمن.. ودفه مهر محترم وإقامة حفل زواج يليق بمقامه.. وتجهيز شقة فاخرة بأفخم الأثاث وأحدث الأدوات..

ولم يجد والدها مبرراً للرفض وهو الذي يستيقظ كل صباح مهموماً
يتساءل:كيف يمكنه تجهيز بناته الثلاثة للزواج؟
كانت بالنسبة إليه فرصة لا تعوض لتزويج كبري بناته دون أن يتكلف قرشاً واحداً..
وكانت الموافقة فورية وتمت قراءة الفاتحة وتحديد موعد الخطبة والزواج..

وإستقبل فكري حديثها آنذاك كمن يتلقي صدمة كهربائية عنيفة..
لقد إنتفض جسده في عنف وجلس يحدق فيها ذاهلاً مصعوقاً حتي نهضت هي تمسح دموعها وتقول في همس حزين:
وداعاً يا فكري لن أنساك أبداً..
وإنهار هو تماماً....
لم يستطع أبداً إستيعاب فكرة العريس الثري الذي يظهر فجأة ملوحاً بأمواله فيخطف قلباً شاباً ويحطم آخر..

وفي اليوم نفسه تسلل ليلقي نظرة علي ذلك المقاول وهو يتمني أن يجده ضخماً.. أصلع الرأس.. تحيط بكرشه الضخم حلة غالية الثمن.. فاسدة الذوق.. ولكن الصورة جاءت مختلقة تماماً..

لقد وجده رجلاً وسيماً أنيقاً.. قوي الشخصية.. مهاب الطلعة..
وفي حفل الزفاف الذي حضره خلسة... تبين له أن هبة قد إنتبهت إلي كل تلك الصفات في عريسها فقد كانت هناك إبتسامة خلابة تضئ وجهها وهي تتأبط ذراعه وتصعد معه إلي مسرح صغير لتقطيع كعكة الزفاف الضخمة...

وبكي فكري طويلاً......
بكي حتي جفت دموعه ثم إتخذ قراره بعدم الزواج إلي الأبد والتركيز علي بناء مستقبله..

وفي اليوم التالي إستقال فكري من عمله في البنك.. وقرر إقتحام عالم الأعمال الحرة...
وكانت أنجح خطوة في حياته..

ففي الأعوام التالية ..راح ينتقل من نجاح إلي نجاح وإشتهر بحسن سيرته في مجال بيع السيارات المستعملة....حتي إفتتح معرضاً لبيعها..
وإنضم إسمه إلي قائمة كبار رجال الأعمال في البلد..

ولكنه لم يتزوج بعد..

لقد إنهمك في عمله تماماً حتي أنه نسي نفسه ومستقبله ولم ينتبه إلي أنه لم يتزوج حتي أصبح علي أعتاب الأربعين..
لحظتها بدا كالتائه في صحراء جرداء يلهث من أجل قطرة ماء ولمحة ظل..

وفي الصباح عيد مولده تضاعف لديه هذا الإحساس عشرات المرات ..إحساس التائه..

وعندما زار أمه.. وإنحنت لتطبع قبلة علي وجنته.. وتهنئة بعيد مولده
فاجأها قائلاً:

أريد أن أتزوج..

تهللت أساريرها وهي تهتف في سعادة:
مبارك... مبارك..

ثم مالت نحوه ..
هامسة في جذل:
أهناك واحدة بعينها؟؟
هز رأسه نفياً.. هو يجيب:
كلا... إبحثي لي عن زوجة مناسبة..

وفي المساء نفسه.. وهو يطفئ شموع عيد الميلاد.. كانت تحمل له عشرات الصور .. لعشرات الفتيات الجميلات..
وإنتقي هو واحدة سحرته إبتسامتها..وخلب جمالها الهادئ لبه ..
ولكن والدته قالت:
إنها أفقرهن فوالدها مجرد موظف بسيط..و..
قاطعها في حسم:
هذا لا يهم سأتكفل بكل شئ..
إبتسمت أمه وقالت:
علي بركة الله..

ولم يمض أسبوع واحد حتي كان يجلس في منزل الفتاة التي إختارها وهي تجلس أمامه صامتة وإلي جوارها

والدها.. وأعلن أنه سيتكفل بكل المصاريف..ثم أعلن الأب موافقته وشد علي يده وهما يقرآن الفاتحة..

في حين أطلقت أم العروس زغزودة قوية وكأنها تعلن خبر الزواج للحي بأكمله..

أما العروس نفسها فقد بدت ساهمة واجمة وكأنما باغتها الأمر أو لم ينل رضاها..

وفي الصباح التالي بدأ يشاهد معارض الأثاث ويتفقد قاعات الأفراح في الفنادق الكبرى..و..
وفجأة وقع بصره عليها...
خطيبته الشابة الفاتنة.. وشاب في مثل عمرها..

كان يجلسان حول مائدة صغيرة في حديقة مطلة علي البحر هي تبكي في مرارة وحرارة وهو يحدق فيها ذاهلاً مصدوماً..

وفهم فكري كل شئ من النظرة الاولي..

فهم ما يعنيه هذا المشهد..

بل رأي نفسه جزءاً منه..

لم يكن أحد الجالسين حول المائدة بل كان ذلك المقاول الذي إنتزع منه هبة..

وفي المساء نفسه..

زار فكري خطيبته وأعلنها أنه رآها مع حبيبها وقبل أن تفزع شرح لها أن هذا لم يؤذه وأنه يفهم موقفها بل

وطالبها بأن ترسل الشاب للعمل في شركته بمرتب ضخم يتيح لهما الزواج وتأثيث منزل مناسب..

وبكت الفتاة بين يديه وهي تشكر له شهامته ورجولته وكرمه..

وغادر هو منزلها وهو يبتسم في إرتياح..

وحضر إليه الشاب بالفعل وألحقه هو بالعمل وساعدهما علي الزواج وكان شاهد العقد في حفل زفافهما..

ولكنه لم يفكر بعدها في الزواج قط..

لقد إكتفي بذلك الشعور الذي ملأ كيانه كله .. فإنزاحت عنه كل المشاعر الأخري...

شعور التائه..

زورو مدونة اهل الشآآآآم قلبي ليس للبيع ^ متجدد^ Icon30

[url=http://alqemaalrassam.blogspot.com/]

تاريخ التسجيل : 13/09/2011

قلبي ليس للبيع

هيا..خذي كلماتي أيتها الأوراق قبل أن تنهار أعماقي،،وأعجز حتي عن الكتابة...

في البداية دعيني أقدم لك نفسي...

إسمي هبة....
ولا تسأليني عن باقي الإسم ،، يكفيك إسمي أنا...

هبة...
كل ما يمكنني أن أخبرك به عن أسرتي هو أنها أسرة كبيرة..
شهيرة،، معروفة،، وثرية...
وهذا الثراء الفاحش كما يقولون هو أساس مشكلتي.. أو فلتقولي مأساتي...

فأنا أيتها الأوراق من تلك الفئة التي يقال إنها ولدت وفي فمها ملعقة من ذهب...
بل ولن أبالغ لو قلت: إنها لم تكن فقط ملعقة..
لقد ولدت وفي فمي طاقم كامل من الذهب والماس وكل الأحجار الكريمة المعروفة...

فوالدي ووالدتي..ينتميان إلي عائلتين بالغتي الثراء ولقد تم زواجهما مثلما يحدث في هذه الطبقة كإجراء إقتصادي لدمج الثروتين ...

ولخمس سنوات كاملة لم ينعم الله سبحانه وتعالي عليهما بالإنجاب...علي الرغم من تأكيد كبار الأطباء في العالم علي أن كلاً منهما طبيعي ولا يوجد ما يمنعه من الإنجاب..

ثم فجأة وبعد أن بدأ اليأس يتسلل إلي نفوس الجميع أعلنت أنا عن وجودي علي نحو درامي...

وكنت الإبنة الوحيدة والمدللة لتلك الأسرة الشهيرة الثرية..
ومنذ بدأت أعي ما حولي إنتبهت إلي أن كل طلباتي أوامر وإلي وجود جيش من الخدم والحشم لا هم له سوي تلبية أوامري مهما كانت صعبة أو عسيرة أو حتي مستحيلة..

وإلتحاقي بكلية الآداب هو البداية الحقيقية لقصتي..
فهناك إلتقيت بـــ عمر..

في أول يوم من أيام الدراسة...
بل في أول ساعة..

لقد كان عمر هو رئيس إتحاد طلاب الكلية..وكان قد أعد حفل إستقبال بسيط للطلبة الجدد.
لامتصاص توترهم وقلقهم،،ومنحهم الشعور بالأمان والهدوء ودفعهم إلي تعرف مجتمعهم الجامعي والإندماج فيه دون مخاوف أو تعقيدات..

وما إن وقعت عيناي علي عمر الوسيم وإبتسامته الهادئة الودودة .. حتي وجدت نفسي أهوي في بئر حبه حتي القرار وأصرخ بكل لهفة في أعماقي..

إنه هو...
إنه هو فتي أحلامي..

إنه هو..

فلم يعد الهدف من إلتحاقي بكلية الآداب هو الحصول علي شهادة الليسانس..
بل أصبح هدفي الأول هو الحصول عليه

علي عمر..

أستاذ عمر...

لست أدري ما إذا كانت إختلاجة قلبي قد إنتقلت إلي صوتي أم لا... عندما ناديته بإسمه في ساحة الكلية
ولكنه عندما إلتفت إلي كانت عيناه تحملان نظرة عجيبة تجمع ما بين الدهشة والتساؤل والإهتمام مع شئ من الإعجاب..

شجعني علي الإستطراد قائلة في سرعة:
أريد إستشارتك في أمر خاص..

إرتفع حاجباه في مزيد من الدهشة وهو يغمغم:
خاص؟؟

إرتبكت وأنا أجيب:
نعم... خاص بخبرتك في إتحاد الطلبة..

رمقني نظرة طويلة وكأنه يحاول النفاذ إلي أعماقي وكشف الهدف الحقيقي لسؤالي ..
غير أنه لم يلبث أن إعتدل في هدوء،، وقال في لهجة مهذبة:
أنا رهن إشارتك... ما الذي ترغبين في معرفته؟؟!!

إرتبكت أكثر وأكثر،، لأنه لم يكن لدي ما أسأل عنه فعلياً وتطلعت إليه لحظات في صمت متوتر
وهو يتطلع إلي عيني مباشرة في إنتظار سؤالي..

ونظراته تزيدني إضطراباً وإرتباكاً ،، والصمت بيننا يطول ويطول،، حتي إرتسمت علي شفتيه إبتسامة متعاطفة وسألني بلهجة هادئة رقيقة:
هل ترغبين في ترشيح نفسك،، في إنتخابات إتحاد الطلاب القادمة؟؟

كدت أصرخ من فرط السعادة،،عندما إنتشلني سؤاله من بحر حيرتي العميق وهتفت في لهفة:
بالـتأكيد...
إتسعت إبتسامته.. وهو يسألني؟؟
لأية لجنة من لجان الإتحاد؟؟

أجبته بسرعة:
اللجنة التي تنتمي إليها..

قفزت الدهشة إلي وجهه وعينيه بغتة وإنفرجت شفتاه وإعتدل في وقفته وهو يجيبني اللجنة الإجتماعية ترحب بك يا آنسة.....

هتفت بسرعة:
هبة,.. إسمي هبة..

إبتسم قائلاً:
اللجنة الإجتماعية ترحب بك يا آنسة هبة... وسوف أساعدك بقدر إستطاعتي...

وبكل اللهفة والرغبة في أعماقي رحت اجمع أكبر قدر من المعلومات عن عمر...

وكان أول ما عرفته هو أن عمر من أسرة بسيطة لا هي بالغنية ولا بالفقيرة..
أسرة يمكنها أن تحيا حياة كريمة وأن تحصل علي كل إحتياجاتها الضرورية ولكنها لا تستطيع التطلع إلي الرفاهية..

وعرفت أن عمر من المتفوقين في الكلية وأنه فاز بمنصب رئيس إتحاد الطلبة لعامين علي التوالي وأنه يستعد لترشيح نفسه للمنصب ذاته في هذا العام أيضاً..
وأنه يهوي التصوير الفوتوغرافي ويزاوله باستخدام آلة تصوير بسيطة بدائية روسية الصنع يعتز بها كثيراً ..

وبحسبة بسيطة أدركت أن هذا هو المدخل الصحيح لقلب عمر
هوايته...

وفي مساء اليوم نفسه أرسلت إلي مكتب والدي طالبة من المدير هناك أن يبتاع لي أفضل آلة تصوير يابانية موجودة
وأن يرسلها لي بأسرع وأضمن وسيلة ممكنة....

ولم تمض ثلاثة أيام علي رسالتي حتي وصلتني حقيبة أنيقة تحوي آلة تصوير حديثة للغاية مع طاقم العدسات الخاص بها..

وفي اليوم التالي ذهبت إلي الكلية ورحت أبحث عن عمر حتي عثرت عليه منهمكاً في الحديث حول الإنتخابات في إتحاد الطلبة...

ورحت أجلس معهم لمتابعة حديث عمر...
ورقص قلبي بين ضلوعي في سعادة غامرة.. عندما لمحته يتطلع إلي الحقيبة في إهتمام بالغ ولهفة لم يحاول إخفاؤها قبل أن يميل نحوي ويسأل:
هل تحوي هذه الحقيبة آلة تصوير أم....

لم أمنحه الفرصة ليكمل سؤاله وأجبته بسرعة:
بالطبع... هل ترغب في رؤيتها؟
أجابني:
آه بالتأكيد لو أنك تقبلين هذا..

أسرعت هبة بدفع الحقيبة إليه ..
وجلس في هدوء وأخذ يفحص آلة التصوير بعناية وإهتمام بالغ ..
وقلت له في صوت متحشرج:
هل تروق لك؟

بالتأكيد لطالما تمنيت الحصول علي مثلها..
ولكنني لا املك ثمنها..
وتابع بالقول

إنه يمكنني أن أقيم معرضاً فريداً بآلة التصوير هذه..

فقفزت ورحت أقول له في لهفة وسعادة غامرة:

يمكنك الإحتفاظ بها حتي تقيم معرضك...

فأجابني وعيناه تتسع من الدهشة:

أحتفظ بها,,, هل تعنين حقاً ما تقولين؟؟

نهضت قائلة:
إعتبرني شريكتك في معرضك القادم..

وأتي موسم الإنتخابات وكان عمر لا يملك نقود لعمل دعاية إعلانية له كباقي المرشحين..

فقمت أنا بتحمل مسؤلية كل هذا

فأوكلت المهمة إلي واحد من موظفين والدي..

وفي اليوم التالي كانت جدران الكلية كلها تحمل لافتات دعائية بالغة الأناقة تدعو لإنتخاب حبيبي..(عمر)

ولكن أصاب عمر دهشة كبيرة عندما رأي ذلك
وقال في دهشة وإستنكار:
من فعل هذا؟؟
إرتبكت للأسلوب الذب نطق به عبارته. وسألته:
ألم يسعدك هذا؟

أجابني في حدة:

كلا بالطبع .. فكرة اللافتات الدعائية هذه تخالف أسلوبي..

شعرت بالحرج وأنا أغمغم:

ربما فعلها شخص يحبك تصور أنها ستفيدك..

وأجاب في غضب:

كان ينبغي أن يستشيرني أولاً..

ولكن لقد خشيت أن ترفض..

فقال لها في عصبية متزايدة إذاً أنتي من قام بهذا؟

أجبته بصوت منخفض:
نعم..

فإنطلق بعيداً في خطوات سريعة واسعة..

وجلست أبكي بحرقة وبحزن شديد لأن سعيت لكسب قلبه ولكني خسرت حبيبي عمر....
وظللت أبكي لنصف ساعة أو يزيد.

ثم فوجئت بيد تمتد إلي بمنديل نظيف وصاحبها يقول في خفوت .. جففي دموعك:
خفق قلبي مرة أخري في عنف وأنا ألتفت إليه...
إلي عمر...

وقال لي:
معذرة لم أقصد ما قلته الواقع أنني أشكرك كثيراً علي ما فعلت من أجلي صدقيني أنتي أفضل أخت لي في هذا العالم...

لقد سعدت جداً بكلامه لي
ولكن أزعجتني كلمة واحدة عندما وصفني بأنني أفضل أخت له...

لا يا عمر.... لست أريد أن أكون أختك... أريد أن أصبح حبيبتك يا عمر ....

ولكني لم أستطع أن أقول له هذه الكلمات

وإكتفيت أنه لربما شعر بحبي له وأهميتي البالغة به....

ونجح عمر نجاحاً ساحقاً في هذا العام ..
وفي غمرة سعادته بالنجاح شكرني عمر في حماس لما فعلته من أجله..
وقال لي في إنفعال:
آلة التصوير التي أعرتني إياها أدت عملها بشكل رائع وجميل وأنا مستعد لإقامة المعرض خلال أسبوعين...

صفقت بكفي في سعادة كالأطفال وأنا أهتف:
حقاً

إتسعت إبتسامته.. حتي شملت وجهه كله وهو يومئ برأسه إيجاباً ويقول:
وأعتقد أنك أحق الناس بإفتتاحه...

هل يمكنكم أن تتخيلوا سعادتي حينذاك؟؟

وفي صباح يوم الإفتتاح فوجئ عمر بكل الصحف اليومية تشير إلي معرضه وتصفه بأنه رئيس إتحاد طلاب الكلية وفنان الجامعة...

وبلغت دهشة عمر ذروتها عندما فوجئ بمندوب دعاية شركة خاصة يتعاقد معه علي إستغلال صوره في إنتاج نتيجة حائط أنيقة للعام الجديد ومنحه عربوناً ضخماً...

أعتقد أنكم علي الفور أدركتم أن هذه الشركة واحدة من الشركات التابعة لإمبراطورية أبي...
ولكن عمر لم يدرك هذا لحسن الحظ...

وأخبرني عمر أنني جلبت له الحظ الحسن..

وكان كل هذا كفيلاً بتفجير ينابيع سعادتي..

لولا صورة واحدة...
صورة وضعها عمر في مكان الصدارة في المعرض..
فالصورة كانت لفتاة مثل عمري تقريباً. عادية الملامح بسيطة

الملبس..لكن وجهها يحمل إبتسامة عجيبة...

إبتسامة أثارت في أعماقي قدراً هائلاً من الغيرة..

وفي قلق لا يوصف سألت أحد أصدقاء عمر المقربين..

لما أحاط عمر هذه الصورة بكل الإهتمام؟؟

إبتسم صديقه ،، وهو يتطلع إلي الصورة في إعجاب، قائلاً:

هذه ليلي إبنة عم عمر.

ثم أضاف في هدوء:

وحبيبته...

إنطلقت خفقات قلبي كقنبلة نووية.. لقد كان الجواب أشبه بصاعقة

هوت علي قلبي بلا رحمة...

إنتهي المعرض ورفعت كل الصور من أماكنها..

إلا صورة ليلي لم تغيب عن مخيلتي أبداً

لو أنها حبيبته ،، فمن أكون أنا؟؟

ما موقعي في قلبه؟؟
ما الذي صنعه كل ما فعلته من اجله؟

لماذا هي وليس انا؟؟

لماذا؟

لماذا؟

لم أناقش الامر مع عمر بل لم أشر حتي إليه...

لقد إستمرت علاقته بي أنيقة نظيفة يغلفها الأدب والود ،، دون أن

تتجاوز حدود الصداقة أو تقترب مجرد الإقتراب من حافة الحب..

ووقر في نفسي أن ليلي هية السبب عن الحاجز بيني وبينه....

هي السبب في أن عمر لا يشعر بحبي له..

ولست أدري كيف مر بنا العام الدراسي وقلبي يحمل كل هذه

المشاعر ولكنني إستيقظت فجأة لأجد أن عمر قد إنتهي من

الإمتحانات النهائية وبات ينتظر النتيجة... للحصول علي درجة

الليسانس...

وفي آخر أيام العا الدراسي جلست طويلاً مع عمر الذي حدثني عن آماله وأحلامه ..

وعندما نهضنا لننصرف كدت أتعلق به.. وأناشده أن يبقي فلم يكن

بمقدوري أن أتصور أنه سيمضي الصيف كله دون أن أراه...

ولقد ضغط علي يدي في حنان دافئ وهو يقول:

سأبذل قصاري جهدي لنظل علي إتصال يا هبة.. وأتمني ان أراكي

يوم ظهور النتيجة..

قلت بصوت متهدج:

سأنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر..

وكنت سعيدة جداً

ولكن إنتزعت ليلي فرحة قلبي..

بات قلبي يبكي بدموع من الدم لأنه ليس لي...؟؟

ولكن هذا لم يمنعني من التفكير في امره..

وفي كلماته الأخيرة
النجاح وحده لا يكفي.. المهم أن يحصل المرء علي عمل جيد وعلي

حياة عملية ناجحة...

فكرت في كلماته طويلاً وكثيراً قبل أن أتجه إلي مكتب والدي الذي

إستقبلني بإبتسامة كبيرة كعادته.. وهو يقول:

أهلاً يا هبة كيف حالك وكيف تسير أيام الإجازة معك...؟؟

رددت تحيته وبدون مقدمات قلت له وأنا أضع أمامه بيانات عمر:

أبي أريد منك أن تجد وظيفة في شركاتك لهذا الشاب...

ثم سألني في دهشة:

ما مؤهلاته بالضبط؟

أجبته بسرعة:

سيحصل علي شهادة الليسانس بعد شهر واحد..
هز رأسه وسألني:

لماذا هذا الشاب بالذات؟

خفضت عيني في خجل وأنا أجيب في خفوت:

يهمني أمره...

إرتسمت علي شفتيه إبتسامة حانية وهو يغمغم:

آه فهمت..

يمكنك أن تطمئنيه فلو حصل علي الليسانس هذا العام سيجد وظيفة

محترمة في إنتظاره..

قفزت أتعلق بعنقه وغمرت وجهه بالقبلات فإتسعت إبتسامته الحانية

وهو يضمني إليه في رفق وكأنما يعلن موافقته علي إرتباطي بــــ عمر ..

ومرت الدقائق كالساعات... والأيام كالشهور... حتي خيل إلي أنه قد

مر دهر كامل قبل أن اهرع إلي الكلية لألتقي به ونطالع معاً

نتيجته.

وكان لقاؤنا رائعاً

بالنسبة لي علي الأقل..

لقد تصافحنا في حرارة وأطلت اللهفة من عينيه وهو يقول في رصانة:

أهلاً يا هبة وحشتيني كثيراً..

كدت أن ألقي نفسي بين ذراعيه.. من شدة لهفتي إليه وتخضب وجهي بحمرة الخجل وأنا أقول:

أنت وحشتني أكثر..
وذهبنا لرؤية النتيجة معاً
ونجح عمر ..
وفي غمرة سعادته بنجاحه.. قلت له في حماس:

لقد حصلت علي وظيفة..

فأخبرته بالأمر كله ..

فتطلع إلي عيني قائلاً:

هبة .. ماذا كان يمكنني أن أفعل بدونك؟

كانت هذه أروع عبارة سمعتها من بين شفتيه..

وهذا يعني أنني متميزة..

إنني أفضل منها

من ليلي..؟؟

علمت من أبي أن عمر قد تسلم عمله بالفعل في واحدة من الشركات

بمرتب لا يحلم به من يسبقه بسنوات من الخبرة...

وإن هذا من أجل خاطري وحدي..

وقررت أن أذهب لتهنئته في مكتبه الجديد..
وذهبت..

إرتديت يومها أفضل أثوابي وكأنني في طريقي إلي حفل إختيار

ملكة جمال العالم..
لأنني كنت أشعر في أعماقي بأنني في منافسة دائمة مع حبيبته

القديمة ليلي...

وعندما وصلت إلي مكتبه كان قلبي يخفق في عنف شديد وتوتري بلغ ذروته..

ودون أن أطرق الباب دفعته لأدلف إلي مكتبه...
كان يوليني ظهره ويتحدث عبر الهاتف في إهتمام شديد...
وسمعت إسم ليلي علي لسانه..

لست أدري ماذا أصابني عندما سمعته يردد هذا الإسم

لقد تفجرت كل توتراتي وإنفعالاتي ووجدت نفسي أصرخ بلا

وعي :

ليلي

ليلي مرة أخري..

إلتفت إلي في دهشة وأشار إلي سماعة الهاتف قائلاً:

إنها زوجة عمي أم ليلي تهنئني بالوظيفة و...

صرخت بكل غضب الدنيا:

ليلي ... ليلي ألا يمكنك التفكير في سواها؟؟

أنهي المكالمة وإعتذر لزوجة عمه في إرتباك ثم نهض إلي يسألني

في حيرة متوترة:

هبة ماذا أصابك؟

ما الذي فعلت ليلي هذه من أجلك؟ أنا فعلت كل شي أنا وحدي ..

نقود أبي وثروته هما السبب في كل ما وصلت إليه حتي اليوم..

إتسعت عيناه في إرتياع وهو يحدق في وجهي غير مصدق ولكنني

واصلت في عصبية زائدة:

لقد أحضرت آلة تصوير يابانية خصيصاً من أجلك بدلاً من آلة

التصوير السخيفة التي تملكها وصنعت لك اللافتات الدعائية التي

منحتك ذلك الفور الساحق في إنتخابات إتحاد الطلبة..

وجعلت الأستاذ رفقي يفتتح معرضك.. وأجبرت والدي علي شراء

كل صورك من أجل نتيجة العام الجديد.. وبأكبر ثمن ممكن .. كما أجبرته علي منحك تلك الوظيفة التي لم تكن تحلم بمثلها والمرتب

الذي تحصل عليه منها
أنا فعلت هذا من أجلك كل شئ وفي النهاية لا تفكر إلا في ليلي ..

تلاشت نظرة الإرتياع من عينيه وإنعقد حاجباه في صرامة وهو يقول:
كفي

صرخت في وجهه.:

كلا ... لن أكف ينبغي أن تعلم أن ليلي لم تكن لتمنحك نصف أو عشر ما منحتك إياه
ليلي لم....

أمسك كتفي في قوة وإرتجفت الكلمات علي شفتيه في غضب وهو يقول في حدة:

ليلي لم يعد لها وجود.....

رجتني كلماته حتي الأعماق فحدقت في عينيه مرددة:
لم يعد لها وجود..

أجابني في عصبية شديدة:

نعم ليلي ماتت ..

نعم ماتت قبل أن ألتقي بك بعام كامل ماتت بسبب سائق أتوبيس أرعن....

إنهار كياني كله في أعماقي وأنا أتطلع إليه في ذهول في حين عاد

هو إلي مكتبه في بطئ وجمع أشياءه القليلة من فوقه ثم إتجه إلي

الباب في صمت وأدار عينيه ليلقي علي نظرة أخيرة...

نظرة جمدتني في مكاني لكل ما حملته من لوم وحزن وعتاب وإستنكار و...

وحب

نعم حب...

في تلك اللحظة أدركت أن ليلي لم تنافسني في قلبه قط..

ربما كانت حبيبته فيما مضي

ولكنها لم تعد كذلك الآن...

لقد كان يحبني أنا طوال الوقت..

أنا..

ولا أدري لماذا تجمدت في مكاني . لماذا لم أقفز لأتعلق به وأصرخ

بأنني لم أقصد أو أعني كلمة واحدة مما قلتها له؟...

وإنني أحبه بكل جوارحي..

بكل كياني..

بكل لهفتي ورغبتي كأنثي...

لست أدري حتي هذه اللحظة كيف تركته يرحل؟؟..

كنت أعلم أنني جرحت كرامته ومزقت قلبه بلا رحمة...

لقد رحل عمر

لم يرحل من الشركة وحدها... ولكنه رحل خارج البلاد كلها..

حتي أسرته لم تكن تعلم إلي أين ذهب؟؟

كل ما يعلمونه هو أنه إتخذ قراره بأن يعمل وينجح وبدوون هبة بدون ثروة والدها وإتصالاته...

ولقد وصلتني رسالة واحدة فقط وهي ( أن قلبه ليس للبيع)

وأنه أحبني لأنني هبة وليس لأنني إبنة رجل ثري..

إنه لم يكن ينشد آلة تصوير فاخرة أو لافتات دعائية أنيقة أو وظيفة

محترمة براتب ضخم عندما ربط قلبه بقلبي...

فقط كان ينشد حبي ..

الحب الخالص النقي..

الحب الذي لم أنجح في منحه إياه...

لقد بذلت قصارى جهدي لمعرفة أين يعمل عمر ويقيم ولكنني فشلت...

أرجوكم إبحثوا عنه معي..

أبلغوه أنني فهمت رسالته...

وأنني أحبه..
وأريده..
وبأي ثمن..

زورو مدونة اهل الشآآآآم قلبي ليس للبيع ^ متجدد^ Icon30

[url=http://alqemaalrassam.blogspot.com/]

تاريخ التسجيل : 13/09/2011

وبهذه القصة الرائعة والمؤلمة
أصل إلي النهاية

أرأيتم ما أجمل الحب
ما أروع أن يكون هناك شخص يحبك... يخاف عليك...يهتم بك.... يسعي لإرضاءك فقط..

هذه هية مشاعر الحب الحقيقية
كثير منا يتمني الإحساس بها والوقوع في الحب ولكن الحقيقي وليس المزيف..

أتمني أن تكونوا قد إستمتعتم معي في رحلة الحب ..

ولكم أجمل وأروع تحية يا أحلي أعضاء

دمتم بألف خير

قلبي ليس للبيع ^ متجدد^ 081114034455MUyd

زورو مدونة اهل الشآآآآم قلبي ليس للبيع ^ متجدد^ Icon30

[url=http://alqemaalrassam.blogspot.com/]