كليبانوفا.. الإرادة الصلبة







تعد الروسية أليسا كليبانوفا مثالاً يحتذى به للإرادات الصلبة بمسيرتها الرياضية المذهلة.

شادي صعيبي            
 
في خضم عرس رياضي كبير كالذي تستضيفه الدوحة في مجمع خليفة الدولي للتنس والإسكواش... وفي ظل سطوع نجم اللاعبات المشاركات وحماوة المنافسات التي تجذبنا إليها وتشدنا بقوة، نغفل بغير قصد وأحياناً بقصد ونغض الطرف عن أن هؤلاء البطلات هن بشر من لحم ودم مثلنا.
تتسارع الأحداث وتتزاحم الأرقام في صراع نحو القمة، نحو هدف واحد يتمثل في القبض على الكأس وانتزاع الجائزة المالية وربما بعض النقاط في التصنيف العالمي.
لكن الأمور تختلف جذرياً حينما نتفحص الوجه الآخر لهذه المنافسات وربما حين ننظر بمنظار إنساني بحت؛ ونقترب خطوة إضافية من بطلات عشقناهم في المستطيلات. 
الروسية أليسا كليبانوفا هي واحدة من نجوم الساحرة الصفراء التي دخلت مرتع عالم المحترفات عام 2003 ونجحت بفرض وجودها بقوة على الساحة العالمية وبالتالي الارتقاء إلى المركز العشرين في نادي أوليات التصنيف العالمي.
لكن ابنة مدينة موسكو وبعد مسيرة ناجحة اضطرت لهجر الملاعب عام 2011 بعدما تم تشخيص اصابتها بمرض هودجكين لمفومة وهو نوع من انواع السرطان.
لم ترفع كليبانوفا الراية البيضاء وبدت عازمة على نقل التحدي إلى مكان آخر ودخلت في نفق العلاج الطويل يحدوها الأمل في العودة إلى حضن معشوقتها الصفراء، وبالفعل كان لها ما أرادت وتمكنت ابنة الرابعة والعشرين من العودة إلى ساحة المنافسات عبر بوابة بطولة ميامي عام 2012.
اليوم تشارك كليبانوفا في بطولة قطر ببطاقة دعوة من الاتحاد القطري للتنس، وبصرف النظر عن نتيجتها وما قد تحققه فإن الثابت الأكيد ان في محنة الروسية دروس وعبر، دروس تحاكي الإنسان وقيمته المعنوية والإنسانية والتي بإمكانها أن تتحول إلى شعلة مضيئة ومصدر إلهام تغرف منها الأجيال الصاعدة وتتعلم الصبر والمثابرة وعدم الاستسلام.