الســـلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من الاخطاء الشائعة والعيوب الراسخة في الانسان هي التسرع في الحكم
فلا يجوز للإنسان العاقل والفاهم الواعي ان يتسرع بإصداره حكم على اي شيء دون ان يكون لديه الادلة والبراهين وعادة تكون هذه الادلة إما عقلية او نقلية ، واذا لم تتوافر الادلة ولا البراهين فيكون هذا الحكم باطلاً وغير صائب نهائياً وقد يؤدي الى نشوب الخلافات والمشاكل في أبسط الاحوال ، ولكن لتفادي هذه المشاكل فيجب على الانسان ان يتمهل في اصداره حكمه ويجب عليه ان يضع ربه بين عينيه ولا يقول كلمه ويتهم بها انسان إلا اذا كان متأكد منها بشكل دقيق ، وان لا يبني حكمه على تحليلات وتخيلات وتصورات وأوهام لأنه اذا قال ذلك سيعرض نفسه لسخرية الناس وعدم احترامهم له وسيؤثر على شخصيته بشكل مباشر، ويجب ايضاً على الانسان ان يكون ذو اعصاب مشدودة هادئة في أغلب الأحيان وان لا يتخذ قرارا غير مدروس او يستمع لكلام الآخرين ويتخذ قراره النهائي ، ونحن جميعنا معرضين لاتخاذ قرارات متسرعة ، وقد تكون في بعض الاحيان صائبة والبعض الاخر خاطئة وبنفس الوقت ساذجة وفي نهاية المطاف نندم عليها لأننا تسرعنا في اتخاذها او استمعنا لكلام لمن حولنا.
فلو نلاحظ أن القاضي اذا اسندت إلية قضيه تجده يدرسها دراسة شاملة ودقيقه ويراجع كتب الكتب اللازمة لذالك ويعيد حساباته بينه وبين نفسه ويضع الله بين عينيه ويظل يفكر في أقوال الجميع ويبحث في كل الاتجاهات عن أبسط المنافذ وأصغرها ، ليس هذا فقط بل أنه يتروى في اتخاذ حكمه فيؤجل نطقه بالحكم كثيرا حتى لا يظلم أحدا فمن خلال هذا التأجيل قد يصل الى نقطة كانت بالسابق خفيه عن عيون العداله .
اعلم جيدا ان من الصعب علينا نحن الأناس البسطاء ان نتروى في حكمنا ولكن يجب علينا ان نحاول جاهدين في ان نحافظ على هدوء اعصابنا ولا نتخذ قراراٍ غير مدروس بشكل جيد.
اذا أردنا ان لا نتسرع في اتخاذ احكامنا علينا ان نتروى ونتمهل في اتخاذ قراراتنا ونراجع عقولنا ونشد أعصابنا في كل الاوقات حتى لا نظلم ولا نُظّلم.