اخواني واخواتي الكرام :

القصة عندما نرويها ، لا نرويها للتسلية ، بل نرويها لناخذ منها الدروس والعبر والعظات ، ولتكون نبراسا تضي لنا طريق النجاة في الدنيا والاخرة...

ولنسمع سويا الى هذه القصة ... والتي هي عبارة عن حوار جرى بين سيدنا عمر بن الخطاب ، فاروق الاسلام وجبار الجاهلية ، عمر الذي كان يخاف من الله خوف من يعتقد ان النار لم تخلق الا له ... حوار بين سيدي عمر وسيدنا ابي موسى الاشعري رضي الله عنهما .

في ذات يوم قال الخليفة عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) لجليسه أبي موسى ألاشعري :

( يا أبا موسى.. هل يسرك أن إسلامنا مع رسول الله وهجرتنا معه وشهادتنا وعملنا كله يرد علينا ... لقاء أن ننجو كفافا لا لنا ولا علينا )

فيجيبه أبو موسى: لا والله يا عمر فلقد جاهدنا وصلينا وصمنا واسلم على أيدينا خلق كثير وانا لنرجو ثواب ذلك.

فيقول عمر ودموعه تنحدر على خديه أما انا فوالذي نفسُ عمر بيده لوددت أنَّ ذلك يُرَدُّ اليّ ثم انجو كفافاً رأساً برأس ).

ما أجملها من كلمات و ما أخلصها من طاعة: مم الخوف والخشية يا صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أإلى هذا الحد الرهيب تبلغ الخشية من الله وأنت عمر بن الخطاب .؟

فليسمع من يطلق على نفسه بأنه الشيخ التقي أو العلامة الفلاني أو الولي الصالح أو مصلح زمانه أو من يرى نفسه بأنه الوحيد الذي يحمل الحق وبقية الناس كلهم على جهل أو خطا أو ضلالة .. ويكأنه قد ضمن الجنة ..!!

الموعظة موجهة إلى هؤلاء جميعاً: راجعوا حساباتكم من جديد واخشوا الله في ما تفعلون واخشوا الله في عباده .. فالخشية عبادة .. ولنبكِ على أنفسنا ...

وليكن أقصى مطلبنا ( أن ننجو كفافا لا لنا ولا علينا )