كلنا تقريبا قد أصابه الإحباط و غشيته الهموم و عظم عليه أمر الدنيا

و الغريب في الأمر أننا أصبحنا عاجزين عن الحلم ....وفقدنا القدرة على التخيل و الطموح مما نراه من سواد المشهد أمامنا

فهل لأننا نعايش فترة عصيبة في تاريخ أمة محمد أصبحنا مغيبين تماما ؟

وهل أصبحنا نقنط من رحمة الله ؟

أعوذ بالله و إياكم من هذا ...فلا يقنط من رحمة الله إلا القوم الضالون

إخواني و أخواتي في الله .....

إذا كنتم ترون أن ما يحدث حولنا شيئ عظيم فهل عدنا إلى الوراء إلى زمن النبي الكريم

كانت الصحابة رضوان الله عليهم يفعل بهم الأفاعيل و يتلقون كل أنواع التعذيب من أجل أنهم آمنوا برسول الله و عندما سألوا الرسول عن النصر قال أنه كان يؤتى بالرجل فيمشط أو يقطع إربا لكي يعود عن إيمانه ولكنكم تستعجلون

الصحابة وبالرغم مما لاقوه كانوا يستعجلون و نحن الذين نجلس الآن على كمبيوترات و انترنت ويوجد كهرباء وماء و طعام أصابنا اليأس .....

أفيقوا إخواني و أخواتي ......

أفحسبتم أن تدخلوا الجنة و لما يأتكم مثل الذين خلو من قبلكم مستهم البأساء و الضراء وزلزلوا

يا عباد الله ......الخير في إمة النبي إلى قيام الساعة ...شاء من شاء و أبى من أبى ....

وإن للظلام الحالك فجرا تسطع فيه الشمس إلى الآفاق لتنير العالم و تملؤه ضياء و جمالا

اتقوا الله يا عباد الله ....واستعينوا بالصبر و الصلاة .....

إن الله أقرب إليكم من أنفسكم و أقرب إليكم من حبل الوريد

يا قوم إن الله لمنجز وعده و ناصر حزبه و رافع كلمة الحق على رقاب الضلال

وعد الله الذين آمنوا و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا

يا عباد الله قد كانت لكم أسوة حسنة في رسول الله و الذين معه ..كانوا ضعفاء ، قلائل ، جياع ، فقراء ..فصبروا ...ففتح الله لهم أبواب الدنيا ...ليبتليهم بها أيضا وليس ليتمتعوا فيها فالمتعة الحقة في دار الخلد .وهم أدركوا هذا و سعوا فيها لا يريدون منها شيئا ويبتغون رضوان الله و الله ذو الفضل العظيم

عودوا يا عباد الله إلى رشدكم ....أفيقوا من هذه الكآبة و ابتسموا ....افرحوا بفضل الله عليكم أن جعلكم مسلمين ....جعلكم معافين في أبدانكم ....آمنين في سربكم ....عندكم قوت يومكم ....

احمدوا الله على الضراء قبل السراء ...فربما ترونه شرا و هو خير لكم

أعيدوا البسمة إلى شفاه من حولكم ....ادعوا إلى ربكم ...فمن أحسن قولا من هذا

ابدعوا في مجالاتكم لتكونوا رمزا لعباد الله و قدوة حسنة.... يتبعكم الناس إلى ربكم

خذوا بيد الضعيف و أنكروا المنكر و أمروا بالمعروف ....بالحكمة و الموعظة الحسنة و الجدال باللتي هي أحسن

تآلفوا ، توحدوا ، كونوا على قلب واحد ....اجعلوا غاياتكم و منتهاكم رضا الله الواحد القهار

لا يضركم من حاربكم أو عاداكم ......فنحن نبغي الله عزوجل خالصا ...لا لفرقة ولا لفصيل و لا لحزب و لا لنسب و لا لصهر و لا لأخوة لغير الله

لا تدعوا أحدا يذهب عنكم طموحكم و قدرتكم على الإبداع و القدرة على التخيل و صنع الأحلام



الأمم تتقدم و تبدع لأنها أ رادت أن تحقق أحلاما تمنتها و طموحات سعت إليها

فإذا فقدنا هذا فلا ابداع و لا ابتكار

تخيلوا و احلموا و ابدعوا و اصبروا فلا شيء يأتي إلا بالصبر

هذا و الله أعلم وصلى الله على النبي المصطفى محمد و على أله وصحبه وسلم