آدم
أولا ً: أود أن أنوه إني هنا لا أخاطب عضلاتك المفتولة
ولا حتى كفك الكبير ولا أخاطب تلك الأوداج التي تنتفخ معلنة بداية صاعقة جديدة ..
ولا أخاطب تلك الجثة الضخمة ..
إنما أخاطب قلبك .. قلبك يا آدم
ثانيا ً: لا أقصد هنا أبدا تمييزا عنصريا أو إقامة حلف نسائي
ولا أقصد أن أضع آدم في قفص وأنهال عليه بالاتهامات ثم أصدر
عليه حكما بالإعدام بالكرسي الكهربائي نظرا لسوء جرائمه
وإنما أحاول تقويم آدم الذي منه خلقت ..
فأنا حواء لست إلا من ضلعك .. الأعوج
ولا تكتمل حياتي إلا بك أخا ً أو أبا ً أو خالا ً أو عما ً أو زوجا ً..
إنما أنا سكنك وأنت وحدك من أسلمه دفة حياتي وراية أيامي
ليمضي بي فامشي خلفه وكلي زهو أني خلفك ..
يا آدم...........
أنت جنتي وناري .. وجهادي إنما هو إرضاؤك ورضاؤك
من رضا ربي .. أفلا أرضيك ؟؟
ثالثا ً : يأتي العتاب ..
إن كنت أنا سكنك .. ومسعاك في دنياك ..
ومتممة دينك ..
إلى متى تترك خنازير البشر يسكنون إليّ ؟؟
إلى متى تتركني أسيرة بين أيديهم ؟؟
إن كنت أنا حواءك إلى متى تتركني لإبليس ؟؟
بحجة أنك تسعى للرزق.. وأن هناك أمورا كثيرة تشغلك !!
أعن عرضك شغلت ؟؟؟
إن كنت أنا حوراءك فهل درهمك أو جنيهك أو دينارك أو ريالك
أو حتى ليرتك أهم مني ؟؟
أمن الجنة تفرون ؟؟؟؟؟
يا آدم إنما أنا مرساك .. فإلى متى تتوه في محيطات الضياع ؟؟
يا آدم أتريد العودة لجنتك ؟؟
عُد أولا إلى آدميتك ..
عُد رجلا ً
أنا لا أريدك ذكرا ًفلدينا العديد من الذكور ..
عُد رجلا ً في أقواله وأفعاله ..
عُد رجلا ً يتألق في ميادين المعارك
عُد رجلا ً يهوى الموت بل ويتمناه على أن يرى حواء المسلمة
رهن العدو ولا خجل !!
وقد باتت ليلا ًبلا ثمن .. أسيرة لدى خنازير البشر ..
عُد رجلا ً فحواء صيرت خادمة للأنذال وأحلت لهم وهي حرام ..
عُد رجلا ً في سعيك .. فلا يكون سعيك لملئ بطنك أو لإشباع شهوتك ..
إنما سعيك لله خالصا ..
عُد رجلا في حبك .. فليكن حبا ًشريفا ًفي دوافعه ..
عُد رجلا ً مع زوجتك .. ولا يكون سرورك في جرحها
أو راحتك في كسرها .. ولا تحاول أن تفجعها مع غيرها ..
عد رجلا ً أباهي العالم أني معه ..
عُد رجلا ً أشعر إن تعلقت بذراعه بالأمان ..
عُد رجلا على أعتابه ألقي الدنيا ولا أبالي..
عُد رجلا ً يزدان بالحنان ..



بالله عليك يا آدم ..
عُد رجلا ً.....مُسلما ً .