الـسلام عليـكم و رحمـة الله تعالـــى و بركاتــه







||| __ ~ . . ~ __ |||

انها سكينة الصباح الاعتيادية تتسلى مع اشراقة الشمس الدافئة على وقع صيحات ديك جامحة .. فمن باستطاعته ان يمحي تلك الصورة الهادئة الا دموع امرأة جارفة خلفتها عيونها الباكية و بصرختها قد ايقظت ساكني الضيعة بالكامل ,لا أحد لامها لان مصيبتها قد اطاحت باللائمة ارضا بالقاضية كيف لا وقد ضاع ابنها الوحيد اختفى وباختفائه اسودت الدنيا قبالة اعينها .....

جاء المحقق المختص في حالات الاختفاء العربي ابن العربي لبيت الضحية يسالها عن تفاصيل الحكاية و كيف ضاع الطفل بتلك البساطة , بدا بطرح اسئلته المعتادة :
كم عمر الطفل ؟ لون بشرته ؟ لون شعره و عيناه ؟ طوله ؟ هل لديه علامة مميزة على وجهه ؟ هل لديك صورة حديثة له ؟

و قد تعجب العربي ابن العربي من اجوبة المرأة التي كانت كلها بـ لا اعرف لا اتذكر لا .....

فقال في نفسه : الاكيد بان المرأة تعاني من صدمة نفسية حادة , ساعود لاحقا حينما تهدا الاوضاع

و في خلال ذلك اخذ في استجواب الجيران الواحد تلو الآخر و خرج بنتيجة موحدة و عجيبة ان كل الشهادات افادت بان المراة عقيمة لا تنجب اطفالا !!!

فسرعان ما عاد الى بيت الضحية , التفت الى زوجها الذي كان جالسا بقربها بكل هدوء و ساله : هل لديك مانع ان اتفقد غرفة الطفل ؟؟

فاجابه : لا مانع لدي تفضل قم بعملك بكل حرية

اخذ المحقق العربي ابن العربي يتجول في غرفة المختفي و تعجب من شكل الغرفة التي كانت كغيرها من غرف الاطفال مملوءة بالحيوية و زاهية الالوان و الاشكال ... الواضح بانها تعبر عن شخصية المختفي الطموحة

ظن المحقق ان بدخوله لغرفة الطفل سيزيل كل الغموض و يكشف كذب المرأة الواهمة و لكنه خرج منها اكثر حيرة من ذي قبل

فعاد الى المرأة و على وجهه علامات الغضب صارخا في وجهها ... لماذا تكذبين علينا ؟؟ لماذا لم تخبريني بانك عاقر ؟؟ لماذا لا يوجد اية صورة له في ارجاء المسكن بل حتى داخل غرفته ؟؟ اين هي وثائقه التي تقر بوجوده ؟؟

فردت عليه : بالله عليك اعطف على حالي ليس عندي دليل اقدمه لك سوى هاته الرسائل التي اجدها دائما على سرير المختفي ... فاخذها المحقق من يدها بقوة و بدا في قراءتها الواحدة تلو الاخرى متلهفا آملا في ايجاد خيط قد يوصله الى حل القضية

ولكنه اصطدم برسائل متشابهات الشكل و المحتوى تبرز عبارة متكررة

" انني هنا موجود دائما و لم اضع "

فرد المحقق العربي ابن العربي على المرأة ... اتسمين هذا دليل ؟؟ هل اظهر لك بانني احمق ؟؟

خرج المحقق غاضبا بعدها قرر غلق الملف نهائيا ... اصلا لا يوجد ملف حتى يقرر فتحه من غلقه

---------------

بعد مرور فترة من الوقت و بينما كان المحقق جالسا داخل مكتبه في احد الامسيات رن جرس هاتفه و اذا المتصل كانت المرأة الضائع طفلها ... مساء الخير سيدي المحقق انني احمل لك خبرا سارا .... لقد عاد الي طفلي و الحمد لله , نود فقط شكرك و ناسف على الازعاج

ألووو ... ألووو ... لقد انهت المكالمة ولم تترك له المجال حتى ليرد عليها

ماذا حدث ؟؟ كيف حدث ذلك ؟؟ هل كنت مخطئا في تشخيص القضية ؟؟ هل فاتني شيئا ما ؟؟ كيف عاد الطفل و باي شكل ؟؟

فركب سيارته وانطلق بها بسرعة فائقة متوجها الى بيت المرأة ... دق على الباب و فور فتحه دخل مسرعا متوجها مباشرة الى غرفة الطفل رفع البطانية بقوة فلم يجده !!!!

عاد الى المرأة سائلا : اتستهزئين بي ام ماذا ؟ اين هو هذا طفلك المزعوم ؟؟ اين اجده هل هو تحت هذا الكرسي ام خلف هذه اللوحة الجدارية ام هو بين صفحات ذلك الكتاب ؟؟ هل هو خلف احدى وسائد الزينة تلك ؟؟ اجيبيني يا صاحبة الطفل الوهم اذكري و لو لمرة ما اسمه ؟؟

لا تتعب نفسك يا ايها المحقق في البحث عنه فانك لن تجده و لن تراه ابدا الا كنت حقا تؤمن بوجوده ... لن تراه كما اراه سوف لن تحتضنه كما احضنه سوف لن تخرج من شقاوة ايامك كما خرجت منها ان لم تستقبله في منزلك ... ان طفلي موجود في كل شبر في كل بيت في كل مرحلة حزن و اسى كربة و غم .... موطن طفلي الاصلي يكمن في القلب ميزته التفاؤل للخير ...

بالله عليك دعينا من زخرف الكلام هذا و اجيبيني للمرة الاخيرة ما اسم هذا الطفل ؟؟

يا ايها العربي ابن العربي يا خائب يا عديم الصبر انه يدعى بـــ

" الأمــــــــــــــــل "

هكذا خرج المحقق من بيت المختفي بدون رجعة غير محقق لامنيته بان يرى الطفل امامه لن يكون له ذلك لانه انسان فاقد للأمل و لم يعد قلبه مرحبا به

اختفى ذلك المحقق في ظروف غامضة و لم يسمع عن اخباره لشهور عدة و لكن السر انه وصلته اخبار عن تلك المرأة صاحبة الأمل بانها قد انجبت طفلة جميلة فقرر مراسلتها ليبعث لها رسالة نصية مضمونها ....

.... اعلم بانك حائرة في ايجاد اسم يليق بطفلتك ... فــ آمل بان تسميها

" الــــحــــريـــــــة "

فتلك أمنيتي منذ نعومة اظافري بان ارى قريبا ابناءك ..... جيل

الأمـــــــــــــل و الــــحـــــريــــــة


سلام