تسبب الفيروسات أكبر نسبة من الالتهاب الرئوي في مرحلة الطفولة, ويقل انتشار الالتهاب الرئوي الفيروسي عند الأصحاء الصغار في السن والبالغين في منتصف العمر, لكنه يزيد كثيرا بين المسنين,

والدراسات على الالتهاب الرئوي المكتسب عن طريق المجتمع تبين أن الفيروسات هي السبب الثاني الأكثر شيوعا (بعد الالتهاب الرئوي السبحي) والمتسبب في 13–50% من الحالات.

وقد زادت نسبة الإصابة بالالتهاب الرئوي الفيروسي خلال العقد الماضي, وتعكس هذه الزيادة في جزء منها تقدم الوسائل التشخيصية, ولكن أيضا حدثت زيادة حقيقية بسبب تزايد عدد السكان المرضى

بنقص المناعة.

وقد يختلف الالتهاب الرئوي بين مرض بسيط يشفى تلقائيا إلى مرض مهدد للحياة, وذلك حسب رعونة الفيروس وعمر المريض والأمراض المصاحبة, وعند المرضى بنقص المناعة بصفة خاصة قد يسبب

الالتهاب الرئوي الفيروسي فشل التنفس respiratory failure, ونقص شديد بتأكسج الدم severe hypoxemia, وأمراض رئوية أخرى.

وأكثر 4 فيروسات مسببة للالتهاب الرئوي عند الأطفال والمرضى ناقصي المناعة هي فيروس الأنفلونزاinfluenza virus, والفيروس المخلوي التنفسي respiratory syncytial virus, والفيروسة

الغدانية adenovirus, وفيروس نظيرة النزلة الوافدة parainfluenza virus. فيروس الأنفلونزا من النوعين (إيه) و (بي) يكون مسئول عن أكثر من نصف حالات الالتهاب الرئوي المكتسب عن

طريق المجتمع وخاصة أثناء تفشي الأنفلونزا.

والتشخيص الدقيق والمبكر للسبب يكون له أهمية في إعطاء المريض العلاج المحدد, وبالرغم من الفحوص والاختبارات المتاحة حاليا فإن الفيروس المسبب قد لا يتم التعرف عليه عند مرضى لديهم

أعراض للالتهاب الرئوي الفيروسي, وتستخدم للعلاج في حالات الالتهاب الرئوي الفيروسي مستحضرات تشمل الأسيكلوفير acyclovir, وجان سيكلوفير ganciclovir, والجلوبيولين المناعي

immunoglobulin.


الأعراض والعلامات

العديد من الالتهابات الرئوية الفيروسية تحدث في أوقات معينة من العام, في الأماكن المزدحمة وبين الأشخاص المرضى بأمراض تحتية قلبية رئوية أو أمراض تسبب نقص المناعة.

يشكو المريض من حمى وارتعاد وسعال خالي من البصاق والتهاب بالأنف وألم بالعضلات وصداع وتعب.

أعراض الالتهاب الرئوي الفيروسي تشيه أعراض الالتهاب الرئوي الميكروبي.

يتم الاستفسار عن اللقاحات السابقة للمريض, والسفريات, والتعرض للعدوى.

أثناء تفشي العدوى بالفيروسات التنفسية المعتادة فإن الأعراض والعلامات يمكن أن تقترح التشخيص الصحيح في غالبية الحالات.

عند المرضى المتقدمين بالعمر قد تكون شكواهم الوحيدة هي الحمى وتغير الحالة العقلية.

يكون التعرف على أعراض وعلامات الالتهاب الرئوي وعوامل خطر التعرض للعدوى مهم للمرضى منقوصي المناعة.

الأعراض والعلامات تشير إلى الاحتياج لعمل مزيد من الفحوص للتعرف على السبب وإعطاء المريض علاج مبكر.

عدوى فيروس الأنفلونزا تسبب حمى وارتعاد وألم بالعضلات وألم بالمفاصل وسعال وألم بالحلق ورشح من الأنف, وتكون الفترة من حدوث العدوى إلى ظهور الأعراض 1–2 يوم, وتستمر الأعراض 3–5

أيام, وهذه الأعراض تكون مشتركة بين الأنفلونزا وغيرها من الأمراض الفيروسية التنفسية ولكن يرجح حدوث عدوى الأنفلونزا عند وجود تفشى لعدوى الأنفلونزا في المجتمع, وتحدث الأنفلونزا عادة في

شكل وباء أو جائحة في أواخر فصل الشتاء وأوائل فصل الربيع.

تصل معدلات العدوى بالفيروس المخلوي التنفسي أقصاها في فصل الشتاء عند الرضع الأصغر من 6 شهور والعدوى بفيروس نظيرة النزلة الوافدة تحدث عند غالبية الحالات في نهاية الخريف أو في

فصل الشتاء, وتكون حالات الالتهاب الرئوي بسبب العدوى بفيروس نظيرة النزلة الوافدة منتشرة في الربيع.

الفحص الطبي يكشف عن وجود أزيز وكركرة وأصوات التنفس بالشعيبات الهوائية bronchial breath sounds فوق الجزء المتأثر من الرئتين.


العلامات الأخرى تشمل سرعة التنفس وتسرع القلب.


الأسباب

الالتهاب الرئوي بسبب فيروس الأنفلونزا يصيب مجموعات من المرضى تشمل الأطفال المرضى بالتليف الكيسي, وبعد زراعة الأعضاء, والبالغين المرضى بأمراض مزمنة بالقلب والأوعية الدموية

والسكر وأمراض الكلى وكبت المناعة immunosuppression, والمقيمين ببيوت التمريض, ومرافقي الرعاية المزمنة, وكبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة.


تشمل عوامل خطر الإصابة بعدوى الفيروس المخلوي التنفسي العمر الأقل من 6 شهور, ووجود مرض تنفسي تحتي, أو عيب خلقي بالقلب, والمسنين, والمرضى منقوصي المناعة.


العدوى بفيروس نظيرة النزلة الوافدة تتراوح أعراضه بين عدوى الجزء العلوي من المسالك التنفسية بصورة رئيسية عند الأشخاص الطبيعيين إلى التهاب رئوي مهدد للحياة عند مرضى كبت المناعة.


الفيروسة المكللة coronavirus تسبب أعراض مثل بقية الفيروسات التنفسية الأخرى والتي تشمل السعال والرشح وألم الحلق والتوعك.

الفيروس النطاقي الحماقي varicella-zoster virus يسبب في البداية توعك وحمى, وطفح على الجذع والوجه ثم ينتشر إلى بقية الجسم, وبعد 1–6 أيام من بداية الطفح يحدث الالتهاب الرئوي تدريجيا

ويظهر على شكل حمى وضيق بالصدر وتسرع التنفس وضيق تنفس وسعال جاف وزراق وألم بالصدر وبصاق مدمم, وقد يكون المرض بسيط أو شديد وقاتل عند المرضى منقوصي المناعة.


فيروس الحصبة يسبب حمى وتوعك وفقدان للشهية والتهاب ملتحمة العين وسعال, وقد تظهر بقع كوبليك Koplik spots على الغشاء المخاطي المبطن للفم, ثم يظهر طفح يبدأ على الوجه ثم ينتشر على

الجسم ليشمل الأطراف وراحة اليدين والقدمين, ويستمر الطفح نحو 5 أيام وتستمر الأعراض نحو 10 أيام, ويكون السعال هو آخر عرض في الاختفاء, وعند البالغين يحدث التهاب رئوي عند 3% كأحد

المضاعفات والذي يحتاج بسببه المريض لدخول المستشفى, ونحو 17% من المرضى يكون لديهم تقلص بالشعيبات الهوائية, ونحو 30% يكون لديهم عدوى ميكروبية إضافية تحدث بعد 5–10 أيام بعد

بداية الطفح, وتكون الأعراض والعلامات بالرئتين موازية للعلامات بالجلد كما تكون شدة الالتهاب الرئوي مرتبطة بتفاقم الطفح الجلدي, والأشخاص الذين لديهم خطر التعرض للالتهاب الرئوي بفيروس

الحصبة هم الذين لديهم كبت للمناعة (مثل حالات تناول مستحضر الكورتيكوستيرويد لفترات ممتدة), والذين لديهم عدوى الإيدز, وحالات الليمفوما, وحالات اللوكيميا, وعدوى فيروس إبيشتين بار

Epstein-Barr virus infection, وأيضا الأطفال, وكبار السن, والسيدات الحوامل, وحالات نقص فيتامين ( أ ), والأشخاص الذين لم يعطوا لقاح الحصبة.

الفيروس المضخم للخلايا يسبب عادة التهاب رئوي بسيط عند الأصحاء, حيث يسبب حمى وألم بالعضلات وتوعك والتهاب كبدي بسيط, وهذه الحالات تشفى تلقائيا, ولكن تختلف الصورة عند المرضى

منقوصي المناعة حيث يخرج الفيروس مع الإفرازات الرئوية والدم والبول دون وجود أعراض, ويكون الالتهاب الرئوي شائع عند حالات زراعة الأعضاء ومرضى الإيدز.

فيروس الهربس البسيط يسبب التهاب رئوي عند المرضى منقوصي المناعة, وبعد زراعة الأعضاء.

عدوى الفيروسة الغدانية تسبب حمى وتوعك وصداع وألم بالحلق وبحة بالصوت وسعال, وعند حدوث التهاب رئوي تكون الأعراض هي ضيق بالتنفس وسعال وقيء وزكام وارتعاد وألم بالحلق والعضلات

والصدر.


الفحوص

فحص سريع للمستضد antigen باستخدام أشرطة الفحص.

مزارع فيروسية.

تفاعل البوليمريز المتسلسل (PCR).

الفحص الخلوي للإفرازات التنفسية.

فحص غازات الدم بعينة شريانية.


الأشعة على الصدر قد تكشف عن شمول الجانبين bilateral lung involvement على خلاف الالتهاب الرئوي الميكروبي الذي يكون فصي lobar involvement.

فحص عينة نسيجية من الرئتين.


الوقاية

التطعيم ضد الأنفلونزا عند المعرضين لخطر عدوي الالتهاب الرئوي بالفيروس.

إعطاء الجلوبيولين المناعي للمرضى المعرضين لخطر عدوى الالتهاب الرئوي بالفيروس المخلوي التنفسي.

إعطاء لقاح ضد الفيروس النطاقي الحماقي للأشخاص الذين لم تحدث لهم عدوى بالفيروس إلى سن 13 سنة.

التطعيم ضد الحصبة.

العلاج

تأمين المسالك التنفسية ودعم التنفس بالأكسجين.

الراحة بالفراش.

إعطاء المريض مسكنات للحرارة والألم.

محاليل بالوريد عند وجود جفاف.

مضادات حيوية عند وجود عدوى ميكروبية مصاحبة.

عند وجود تقلص بالشعيبات الهوائية تعطى أدوية موسعة للشعيبات.

التغذية.

ملاحظة المريض.

يتم اختيار مضادات الفيروسات حسب نوع الفيروس المسبب ففي حالات فيروس الأنفلونزا يعطي مستحضر أوزيلتاميفير oseltamivir أو مستحضر زاناميفير zanamivir, وفي حالات عدوى الفيروس

المخلوي التنفسي, أو العدوى بفيروس نظيرة النزلة الوافدة, أو عدوى الفيروسة الغدانية يعطى المريض مستحضر ريبافيرين ribavirin, وفي عدوى الهربس البسيط يعطي المريض مستحضر أسيكلوفير

acyclovir, وفي حالات عدوى الفيروس المضخم للخلايا يعطى المريض مستحضر جانسيكلوفير ganciclovir.

المضاعفات

غالبية حالات العدوى الفيروسية تشفى تلقائيا عند المرضى المؤهلين مناعيا immunocompetent hosts, ولكن قد يحدث فشل للتنفس بسبب حدوث عدوى ميكروبية إضافية.

قد يحدث انخماص رئوي atelectasis, أو توسع للشعيبات bronchiectasis نتيجة الالتهاب الرئوي بعدوى الفيروسة الغدانية.

حدوث عدوى ميكروبية إضافية.

المشورات الطبية

يحتاج المريض مشورة متخصص بالأمراض المعدية ومتخصص بأمراض الرئتين.