ضمن سلسلة طبيبك النفسي
المشاكل الزوجية

السؤال:بعد 5 سنوات زواج صارت الحياة مع زوجي كما لو انها ليست حياة زوجية علما ان كلينا يعمل وكلينا انهى تعليم جامعي محترم ولم نعد نتكلم الا لنتشاجر ولنصرخ في بعضنا البعض حتى امام اطفالنا

الطبيب النفسي "د.فضل عاشور" يجيب :

السيدة المحترمة رسالتك قصيرة و لا تشرح التفاصيل لكن بالرغم من ذلك يمكن فهم بعض جوانبها من خلال تجربة العمل .

الحياة الزوجية هي نتاج وثيقة قانونية تمت في مؤسسات رسمية , تبيح لرجل وامرأة ان يمارسوا حياة زوجية مشتركة , عدا هذه الوثيقة هناك اشياء غير مكتوبة ولكن متفق عليها ضمنا ففي كل ثقافة توزع وتحدد الادوار للزوج والزوجة داخل الاسرة , بمعنى ادق ان الزواج يمنح الشرعية للشريكين ان يمارسا

اولا العلاقة الجنسية في اطار مشرعن اجتماعيا

ثانيا الشراكة في تربية الاطفال .

ثالثا القدرة على ممارسة حياة انسانية مشتركة , وهذا يشمل الاتفاق الصامت لطبيعة الدور المناط بالزوج والزوجة داخل هذه الاسرة .

معظم المشاكل بين الازواج تنشا نتيجة الصعوبة في التواصل الإنساني اليومي والعادي , وعدم ادراك طرف ما او كليهما لحدود الممكن فيما يتوقعه من الشريك الاخر كأن تكون لديه توقعات يتطلع تلبيتها من الشريك الاخر وهو غير قادر على تلبيتها , ومن جهة ثانية قد ينشا صراع على ( الدور ) والذى عادة ما يأخذ مسارا اخرا بمعنى من منهما له السيطرة في البيت .

وفى حالات اقل يكون الخلل في العلاقة الجنسية هو سبب المشاكل .

وطبعا في ظروفنا وثقافتنا الشرقية يوجد ما يعرف بالأسرة الممتدة , حيث ان الزوج والزوجة لا يتفاعلا ويديرا حياتهما وفقا لرغباتهما وحاجاتهما فقط بل وفقا لتدخلات الاعضاء الاخرين في الاسرة الواسعة الاب والام والاخوة الكبار الخ , مما يفقد الاسرة خصوصيتها ويدمر حدودها الاجتماعية بل والنفسية .

عند محاولة تحديد اسباب المشاكل التي تنشا بين الازواج يمكننا تصنيفها كالتالي

اولا – صعوبة التواصل الإنساني اليومي بين الزوجين

ثانيا - الصراع على لعب الادوار ( حول لمن السيطرة في الاسرة يجب ان تكون )

ثالثا - عدم الانسجام و الاستمتاع الجنسي ( وهذه الظاهرة في توسع بسبب انتشار وسائل الاتصال الحديثة التي تعطى الرجال مشاهدة الافلام الاباحية وما تولده من خيال جنسي جامح في معظمة لا يصلح لشريك جنسي طبيعي او لزوجة )

رابعا - اختراق الحدود الاجتماعية والنفسية للأسرة عبر تدخلات الاسرة الاوسع ( وهو ما يصعب صده في كثير من الحالات , بحكم العادات والتقاليد والمسؤوليات الاجتماعية والاعتماد المادي المتبادل داخل هذه الاسرة الممتدة )

المظهر الأساسي للجفاء الزوجي بالضبط هو ما تشرحيه وهو الصمت الكلامي وندرة الحديث في أي شيء بين الازواج , ينسحب كل نحو ذاته ويصبح كلامهما في الضروريات القصوى فقط بأشياء تتعلق بالأبناء عادة ولا شيء اكثر , ومن السهولة ان ينفجر الموقف لأتفه الاسباب التي حتى يخجلوا ان يقولوها للآخرين , وبعد الانفجار يعود الصمت من جديد . وقد تتصاعد الامور لما هو اسوا .

محاولة علاج الموقف هو بالالتفات لكل مصادر الجفاء الاربعة التي ذكرتها , كالمبادرة في الكلام والنشاطات الاجتماعية المشتركة كالتزاور والخروج , التعلم عدم الصراع على الزعامة في البيت فالأسرة باستطاعتها تحمل زعيمين لها على خلاف كل المؤسسات الاخرى , وتنشيط وتنويع العلاقة الجنسية , والتعامل العقلاني و بالتوافق مع المؤثرات القادمة من الاسرة الممتدة ( الاب والام والاخوة )