بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله و آله وصحبه ومن والاه,

آيه كريمة من كتاب الله سبحانه ,
نمر عليها ونرددها لكن ما استشعرنا هذه الآيه وما قدرناها حق قدرها ,
بل وما طبقناها حق التطبيق في حياتنا ,
فما فائدة قراءة القرآن بلا تدبر ولا تطبيق؟!


وانا اقول والله ثم والله لو تدبرنا هذه الآيه لإرتاح بالنا من امور كثيرة تشغلنا وترهقنا فما هي هذه الآيه ؟!

قوله تعالى : ( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )

انا اجد في هذه الآيه قمة الإنكسار والتسليم لله سبحانه و أصل من اصول التوحيد ,


فلو عرف و ( اقتنع ) الإنسان ان الملك لله سبحانه وتعالى ينزعه ممن يشاء
ويعز من يشاء و يذل من يشاء
لاقتنع ورضى بما قسمه الله له من فقر او غنى ,
ولعرف انه ممكن جداً اليوم غني و بكرة فقير ,
واليوم فقير وبكرة غني فالأمر بيد الله سبحانه لا سواه ,



ذو القرنين


حكم الأرض من مشارقها ومغاربها ,
وملك ما ملك من خيرات لكن في لحظه و في يوم وليلة
راح عنه هذا الملك حتى قيل انه في وصيته اوصى بأن يطاف به
في نعشه بأرجاء الأرض ليرى الناس ان ذو القرنين وهو ذو القرنين
وقد ملك ما ملك هاهو قد خسر كل شي في لحظات ! سبحان الله



( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )



نبي الله داوود



عليه السلام كان شاباً فقيراً لا يملك شيء ,
ولكن دارت معركة بين اليهود وبين عدوهم جالوت فماذا حدث ؟

( وقتل داود جالوت واتاه الله الملك والحكمة)


1- قتل داوود جالوت

2 - و اتاه الله الملك والحكمة


سبحان الله داوود ذلك الشاب الفقير الان بات ملكاً بعدما كان فقيراً



( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )




النمرود



وهو النمرود ذلك الملك الظالم الذي حكم الأرض ,
وناظر نبي الله ابراهيم و المحاورة التي دارت بينهما معروفه
وقد ادعى النمرود الالوهيه لنفسه !كيف مات !؟
ألم تدخل حشرة في انفه وضلت توز وتأن في راسه حتى مات منها
ولم يستطع تحمل الامل ولا فادة ملكة ولا حشمة ولا خدمة ولا نسبة ولا اصلة ولا عرشة !


سبحان الله




قوله تعالى : ( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )



فرعون



وهو فرعون ملك ما ملك وجنى ما جنى وادعى الالوهيه لنفسه ايضاً ونسى ربه الذي خلقه ,

فكيف مات ؟
اولم يمت غرقاً !!
فأين الذي ملكة ؟!
واين امواله وحشمة وناسة وخدمة وجنودة !؟
لم يغنه عن الله شيئاً سبحان الله



قوله تعالى : ( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )


اولم يكن نبي الله يوسف عليه السلام


من البدو وكان شاباً فقيراً ,
في لحظه وجد نفسه ملقى في غيابة الجب ( بئر )
ولكن سبحان مقلب الأمور ومدبرها ,
يوسف ذلك الشاب الفقير الذي كان في غيابة الجب ,
صار عزيز مصر ( وزير ) الأمر والناهي والمتكلم بأسم الملك !!




قوله تعالى : ( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )


أولم تسمعوا بصاحب الجنتين ؟!


رجل اتاه الله جنتين وكثير فيها الفاكهه والاطياب,
فأغرته دنياه وملكه ,
فانكر وجود الله ,
وقال ما اظن ان تبيد هذه الجنات ,
ولا اظن الساعه قائمة !
فكان له جار فقير فذكرة بالله ونهره عما قاله ,
لكنه الشيطان الذي يوسوس للنفس البشرية ,
فتنة المال ياما غرق فيها ناس !

في لحظة ماذا حدث ؟




(وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا )

===

( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )




أحبتي الكرام يا حراس العقيدة الامثله من ذلك كثيرة ,




المطلوب منا ان نعتبر ونفهم هذه الآيه ,

وان لا نبخل في الصدقات او في البذل من اجل الخير



لى قال ( مالك الملك ) وهذه تفيد بانه سبحانه هو الملك الحقيقي والمالك لهذا الملك ,
لانك ممكن تكون ملك ( اي تدير ) شيء ولكنه ليس ملكاً لك
وهذا حال من اوتي ملكاً او حكماً اليوم فهم يحكمون شيء لا يملكونه
بغض النظر عن كون هذا الحاكم صالح او فاسد
العبرة بانه ملك شيء لا يملكة ,
شيء قد يخسره في ثواني ,
ويملكة غيرة في ثواني ,
الا الله سبحانه فهو مالك الملك بحق ولا ضد ولا مثيل له سبحانه ,
فإن استعنت فاستعن به لانه المالك الحقيقي لهذا الملك ,
وان لجأت فالجأ إليه واعلم يا حارس العقيدة ان الامر كلة بيد الله يرزق من يشاء ,
ويعز من يشاء , ويذل من يشاء


تدبر الآيه لترتاح في هذه الدنيا واعلم ان لمالك حق للسائل والمحروم ,
فالله الله بالصدقات وعمل الخير ,
فكم من غني ما تصدق وما تزكي فضاع ملكة و ماله هباء منثورا وما اغناه عن الله من شيء ,
وتذكروا لن يدخل القبر الا عملكم !

ولن ينفع مال ولا بنون ,
وتذكروا هذا الدينار الذي نستكثرة في الصدقات هو نفسة الدينار الذي نستحقره في التسوق !


دمتم في حفظ الرحمن