اعتذر من نثر احباري لتلك الفتاة


مُنَظِّر اثَر بِي فَجَعَلْت لِصَمْتِي

يُنَاجِي حَال

مِن اخْتَفَى عَن الْابْصَار لِيُصْبِح مُلْكِه الْوَحِيْد بِالْدنيا

هُو احْزَانْه وَاطْرَاف اكْمَامِه


لَيَمَسَّح دَمْعَاتُه






لِلْبَنَات مُعَانَاة

بِسَرَادِيب ظَلَام بُيُوْتِهِن

احْزَان يَتَنَاثَر مِنْهُن

ك مَنْبَع نَهْر لَا يَتَوَقَّف

وَلَا يَجِف

يُصْبِح ثَرَاه طَرِي يَرْوِي

اشْجَار احْزانِهُن



تَصُوْرْتِهُن مِن خَلْف بُيُوْتِهِن


فَتَاة ...

كَانَت مُسْتَظِلَّه بِظِل وَالِدُهَا

اصْبَحْت الْيَوْم

بَعْد وَفَاتِه

تُعَانِق الْحُزَّان بِحُلْمِهَا

لَتَجِد ظِلّا تَلْجَأ إِلَيْه


يَقْتَحِم حُلْمَهَا كَوَابِيْس

قَسَاوَة الْقُلُوْب





فَتَاة ...

تَحْلُم بِمُلامَست انَامِلِه

النَاعْمَتَان

لتَضَمِه بِأُحْضَانِهَا وَتَتَأَمَّل عَيْنَاه

وَتَعْشَق لَحَظَاتُه

بَبْتِسَامَاتِه

وَبِكَلِمَاتِه

تَهِيْم بِسَكَرَاتِهَا

عِنَدَمّا يَنْطِق بِكَلِمَة مَامَا


يَقْتَحِم حُلْمَهَا كَوَابِيْس

عُنوَسَتِهَا

فَتَاة ...

تَحْلُم بِذَالِك الْرَّجُل الْعَاشِق لَهَا

وَالْهَائِم بِحُبِّهَا

وَرِمُنَسيتُه لَهَا

وَعَطْفِه وَسُؤَالِه

يَسْرِي بَشِّرَيَانُهَا

حَنّان يَفِيْض لِيَسْقِي قُلُوْب

الْعَالَم مِن حَوْلَهَا


يَقْتَحِم حُلْمَهَا كَوَابِيْس

ذِئْب بَشَرِي

يَفْتَرِسُها





فَتَاة ...

تَحْلُم ان زَوْجَهَا

شَاعِرِيَّا بِحُبِّه لَهَا

يُنَظِّم ابْيَات غُرُمَات لَهَا

يَتَغَزَّل بِهَا

يُصْبِح عَلَى حَافَت الْجُنُوْن

بِلَحْظَة غِيّابَهَا

يَعْشَق تَفَاصِيْلَهَا

حَنُونَا رُومَّنسيّا بِلَمَسَاتِه

وهَمَساتِه لَهَا



يَقْتَحِم حُلْمَهَا كَوَابِيْس

الْعُنْف لَهَا


وَعَدَم الِاهْتِمَام بِهَا

وَجَعَل وُجُوْدِهَا بِحَيَاتِه

كَجَارِيْه

فَتَاة ...

تَحْلُم ان تُصْبِح بَيْن مُجْتَمَعِهَا

نَاجِحْه طَمُوَحَه الَي مُسْتَقْبَلِهَا

يَنْظُر الَيْهَا

اهْلِهَا نَظَرَت اعْتِزَاز وَافْتِخَار بِهَا

وَتُبَادِلُهُم بِثِقْتِهَا ... وَبِرَأَيُّهَا

دُووون الْنَّظَر الَي مَاضِي

زَمَانُهَا



يَقَّتَحك حُلْمَهَا كَوَابِيْس

نَظَرَت مُجْتَمَعِهَا

الْمُطَلَّقَه لَيْس لَهَا رَأَي

بَل تُهَمَّش بِمُجْتِمَعَهَا





فَتَاة ...

تَحْلُم ان يَعْطِف عَلَيْهَا

اخ وَابَا لَهَا

تُحَمِّل بَيْن طَيَّاتِهَا

مَشَاعِرَهَا بِأَحَاسِيسَهَا

الجَيِاشَه

رَقِيْقِه بِشَاعِرِّيْتِهَا

تَعْشَق ابِيْهَاوَاخِيُّهَا

بِخَوْفِهِم لَهَا

وَنَظَرَات الْشَفَقَه

بِحَنَانِهُم



يَقْتَحَم حُلْمَهَا كَوَابِيْس

غَضَبِهِم دُوْن شَفَقَتِهِم

بِتَقْصِيْرِهَا

وبَدُووون كَلِمَات الَاَمْتِنَان لَهَا

فَتَاة ...

بِمَنْزِلِهَا يَقْتُلُهَا وَحْدَتِهَا

وَاحْزَانُهَا وَافْكَارِهَا

تَعْشَق الْحَيَاة

بِنَظَرَاتِهَا وبَرائَتِهَا

حَنْوُنَه تُحَمِّل قَلْب

يَغْمُرُه الْحُب بِأَلْوَانِهَا

حُلْمَهَا بَسِيْط يُشْرِق بِهَا

آَمَالِهَا بِتَوَاضَعَهَا

لَهَا نَظَرَات تْغْرِقُهَا اسْتِفْهَمُاتِهَا

يَفْهَمُهَا مَن كَان

قَلْبِه يَعْشَق حَوَّاء

وَيَعْشَق انْجَازِهَا






حُلُم الْحَيَاة بِنَظَرِهَا

كَوُجُوْدِهَا بِحَديقِه

يُشْبِعُهَا الَوُان الْوُرُود

وَامْتِزَاج الَوُان الفَرَاشَات

بِأَلْوَان الْوُرُود

هَاهِي الْفَتَاة بِحُلْمِهَا

هَل لِآَدَم ان يَعْشَق حُبَّهَا

وَيُتَرْجَم نَظَرَاتُهَا

انْت يَـــ

أَب

و

أَخ

و

وَزَوْج

فَلِمَاذَا الْكَوَابِيْس لَهَا

وَنَحْن ابْسُط احْلامَهَا

اعْتَذَر مِن نَثْر احُبَارِي لِتِلْك الْفَتَاة

الَّتِي لَا يَرَاهَا الَا مِرْآتَهَا

وَلَايَسْمَع تَمْتَمَات عَبَرَاتِهَا

الَا اشِجَانُهَا

وَلَا يَحْزَن عَلَي حَالِهَا

الَا عَيْنَاهَا

وَلَا يُعَزِّيَهُا الَا دَمْعَاتْهَا

اللهــم أحفظهن وأسعدهــن وأبعد الضيق عنهم

واحفظهم من الفتن وأجعلهن هاديات مهتديات للخير مقتديات

اللهم حنن قلوب أهليهم عليهم وأرزقهم بأزواجآآآ صالحين



ودي



بحر العيون