امل حجازى “أنا لست جريئة كثيرا من ناحية الثياب”



هي فنانة مختلفة بكل المقاييس. منذ انطلاقتها فرضت نفسها نجمة اولى بين نجوم عالم الغناء في لبنان والعالم العربي. تغيب عن جمهورها فترات ثم تعود أقوى مما كانت، فهي تعرف جيدا كيف ومتى تختار أغنياتها لتفاجئ الجمهور بعمل جديد او حتى لوك مختلف. أمل حجازي تتحدث عن حملها وعائلتها، وعن فنها وعلاقتها بشركة روتانا، في حوار صريح وصادق كما عودتنا دائما.

مبروك لأنك حامل للمرة الثانية، وهنا اريد أن أسألك عن الطفلة الصغيرة التي كنت قد تبينتها، أين هي اليوم؟
“بعدها معنا”، لا يمكن ان نستغني عنها ولا هي أيضا، صارت واحدة منا. موضوع الاستغناء عنها او ان لا تكون معنا غير موجود في الحسبان. هي مثل اخت لي لا بل أختي فعلا.

كم عمرها اليوم؟
عمرها 16 عاما. كان عمرها 3 سنوات عندما أتت الينا.

وهل انت مقربة منها وتهتمين بها؟
طبعا. عندما توفيت امي الله يرحمها، كانت تعيش هي معنا في المنزل، وأصيبت بالاحباط لان أمي كانت حنونة جدا معها وتحبها كثيرا ربما اكثر منا كلنا، وكانت تقول لنا “انتم كلكم في كف وهذه البنت في كف”. اصيبت بحالة نفسية سيئة بعدما توفيت أمي، وهي تعيش الآن مع شقيقتي. تزورني دائما، ولكنها الان تحضر لتقديم الامتحانات الرسمية “انشالله تنجح يا رب”.

نحن نعلم علاقتك القوية جدا بامك التي رحلت عنا، كم تفتقدينها اليوم؟
فقدت اغلى انسان في حياتي. “اغلى شي”. عندما أشعر بالحزن أبكي، واشعر دائما أن هناك شيء ما ينقصني، ينقصني الصدر الحنون، ولا احد يعوض هذا الامر، لا ولد ولا أحد.

هل كانت هي سندك ايضا في المشاكل والخلافات الفنية؟
هي لم تكن تحبّذ الفن كثيرا، ولم تحب هذا المجال من اساسه ولذلك لم تكن تتدخّل في هذه الامور، ولكن ما كان يزعجني كان يزعجها طبعا.

“ويلك من الله” كانت أغنية جميلة جدا والكليب ايضا.

الحمدلله “كتر خير الله” كان لا بد من العودة باغنية قوية، كثر طلبوا مني أن أعود باغنية ايقاعها راقص على ابواب الصيف الماضي، الا أنني احببت العودة باغنية قوية لها وزنها خاصة وأنني كنت غائبة لفترة. والكليب أيضا أردته قويا ومن الواقع، حيث كنا حينها وما زلنا نعيش قصص العمالة، خاصة وأن الكلام ناسب هذا الامر.

الكلام كان يناسب الغرام كما كان يناسب الوطن؟
نعم وكل رآه حسب حالته الخاصة، فكثر أوقفوني على الطريق وقالوا لي “بكيتيلنا قلبنا”، وهناك امرأة أخذت تبكي وتقول لي “الله لا يسامحو، يا ويلو من الله” والاغنية عبرت عنها فقد تركها زوجها بعدما اكتشف اصابتها بالسرطان.

الى أي مدى يحب الناس الاغنية التي تشبههم؟
كل انسان يرى الحالة التي تشبهه ويعيش الاغنية.

لمن تقولين أنت “ويلك من الله”؟
اقولها لكل اللبنانيين الذين لديهم تعصّب كبير، فأنا في هذه الفترة “قرفانة” من البلد، وكنت أفكر منذ فترة بان أهاجر الى خارج لبنان. “خلص قرفنا” فمنذ عدة سنوات والوضع في لبنان ليس جيدا. “خلص خلصنا” انظروا اين وصلوا في دول العالم “ونحنا وين بعدنا”، ولذلك أقول “ويلك من الله لمن لديهم تعصب فالتعصب ما بيمشي مع الدين أبدا”.

انت برأيك المشكلة في لبنان هي من التعصب ام من السياسيين؟
“هني عم يلعبولنا بعقلنا ولو ما عقلنا صغير ما منرد علين. آكلينا واكلين مصرياتنا وبيعملوا مصالحن عضهرنا ونحنا بدنا نلحقن؟ ليش؟ ما عم نفهم؟” سمعنا مثلا أن زوجة احد النواب اشترت بـ120 ألف دولار شوكولاطة، وبعد يومين سمعنا بطفلة لم يستطع اهلها ان يدفعوا لها فاتورة المستشفى فتوفيت.

والى أين ستهاجرين فهناك في الخارج ثورات وأزمات؟

الى أوروبا ربما. الانسان يفكر بالهجرة عندما يكون غاضبا نتيجة ما يجري، ولكن “اكيد ما النا غنى عن لبنان، وما في جو متل العم نعيشو بلبنان، واهلنا”. انما لا أعلم فعندما نعيش في بلد يقفلون فيه الطرقات بمزاجهم ويحرقون الاطارات “عذوقهم”، لا نشعر بان الوضع طبيعي.

عندما تعيشين هذه الحالة السياسية، هل يستمر حماسك للعمل الفني؟
صراحة لا، “مش انو ما محمسة اشتغل فن، بس ما بعود الك نفس”. والفن خاصة يتطلب “mood” (مزاج) واذا لم يكن الفنان في المود المناسب فانه لا يعطي، وأحيانا كثيرة أشعر أنني لست في المزاج الملائم لستجيل اغنية خاصة في هذه الاوضاع، فمن يسمع الأغاني اليوم؟ وأي اغان نجحت؟ سموا لي اغنية واحدة “ضربت” منذ بدء الاحداث.

لنتحدث عن قصة ظهور المسجد في الكليب، لماذا حدث هذا الامر مع امل حجازي علما ان موقع التصوير نفسه استخدم في عدة كليبات وبرامج؟
هذا المكان صور فيه مايكل جاكسون، وصور فيه ايضا رئيس وزراء اسرائيلي لا اعرف اي واحد منهم. “افتروا علي بالموضوع ولكن أنا لم أتأثر بالموضوع”، قالوا أنني رقصت في الجامع “يا عيب الشوم” وهناك شتائم على الانترنت واليوتيوب، لكن انا ضميري مرتاح . “شو بدي قلن، ويلن من الله”. أنا انسانة مؤمنة وقريبة من الدين وأخاف الله، لذلك أشعر بان اي انسان يفتري بهذه المواضيع، ياخذ سيئات من يفتري عليه، ولذلك “معليش” فليأخذوا سيئاتي و”ما حدا ما عندو سيئاتو”.

ولكن ألا تعتبرين ان هذه الحملة ضدك شكلت دعاية لك ؟
كلا أنا ضد هذه الفكرة، ان اروّج لاعمالي بهذه الطريقة، خاصة وان الامر يتعلق بالدين وهذا امر حساس جدا.

عندما يمنع كليب تكونون قد تكلفتم عليه كثيرا، هل تصلحون المشهد ام تخسرون ما دفعتموه بالكامل؟
نحن عدلنا في الكليب الموجود وحذفنا منه مشهدين او ثلاثة وهذا لم يؤثر فعلا، ولكن نحن احترمنا الناس الذين انزعجوا فعلا، مع انني لم اسئ للجامع فهذه الساحة يذهب اليها الاجانب بالشورتات، وكما قال المخرج سعيد ماروق واوجه له تحية، لو كانت الساحة للجامع لكان وجب على الناس خلع احذيتهم قبل دخولها.

اثناء تصوير الكليبات هل تفتقدين يحيا سعادة الذي تعاونت معه وظهرت معه بلوك مختلف جدا حينها؟

يحيا كلنا نفتقده، كان مخرجا مبدعا “سابق عصره” وأنا شاهدت كليبا لليدي غاغا فيه فكرة قدمها يحيا منذ عامين او اكثر مع الفنانة كارول صقر في مشهد غسل الرجلين.

نتذكر غلاف البومك الأخير أحمر الشفاه باللون الأسود ومع غطاء الرأس، من قام به؟
المصور دافيد عبدالله هو من قام به، ولكن الفكرة كانت فكرتي.

هل انت مع تغيير اللوك لتفاجئي الجمهور دائما أم انك تفضلين ان يعرفك الناس عندما يلتقون بك؟
أنا “قطعت مرحلة مين هيدي” والجمهور يعرفني لو غيرت اللوك، أنا عرفت منذ انطلاقتي بانني احب التغيير، وهذا جزء من شخصيتي، فأحب أن ألون شعري، حتى لو لم أكن فنانة وأشعر بانه يجدّد نفسية الانسان. وقمت بأشياء كثيرة “انحكى فيها” فنيا، فلما لا؟ واللوك هو فن أيضا.

أنت دائما “سابقة عصرك”.
“شكرا بس لا مش لهالدرجة”، أنا لست جريئة كثيرا من ناحية الثياب ولكن جريئة بتغيير اللوك.

هل تثق امل حجازي بالتكنولوجيا؟
“حلو وما حلو”، فقد فقدنا امورا كثيرة في حياتنا، ولم يعد هناك خصوصية في الحياة.

ماذا حصل بعد الخلاف بينك وبين روتانا والدعوى القضائية؟
حفظت الدعوى لصالحنا، لأنه أساسا لم يحصل شيء مما روي ونحن سنتخذ الاجراءات المناسبة.
لا يمكن القول أنني على خلاف مع شركة “روتانا” أبدا، وعلاقاتي جيدة جدا مع كل الموظفين فيها.

نحن علمنا أن شركة روتانا ألغت حفلتك في رأس السنة في اللحظة الاخيرة.
هي كانت ستلغى بكل الأحوال لأن والدتي توفيت قبل 15 يوما من رأس السنة، ولكن الفكرة انني رفضت عدة عروض لحفلات في الخارج، بعد ان طلبوا مني في روتانا ان أبقى في لبنان لأنهم ينظمون لحفلة. قبل 20 يوما من رأس السنة اتصلوا بي وقالوا “ما قدرنا نعمل شي”، وهنا استفزّني الموضوع، ولكن ” ما نزلنا مسلحين كما قيل” (ضاحكة)، ومن يعرف زوجي يعلم أنه لا يتدخل بعملي أبدا.

من يدير اعمال امل اليوم؟

حاليا ليس لدي مدير أعمال، هناك عدة أشخاص يساعدوني ولكن ليس لدي مدير اعمال.

هل تعتقدين ان روتانا تهتم بفنانين أكثر من غيرهم؟
أكيد مئة بالمئة.

ولكن لماذا تستمرين مع الشركة؟
لأنني من فترة كنت “مش قارية الموضوع كلو”، لم أكن أريد احياء الحفلات، ربما لا تعرفون أنني اقدم الحفلات حسب مزاجي. “ومنّي مثلا اذا ما عملت حفلة بموت، عايشة مستغناية”. طبعا الحفلات تعني تواجد الفنان، ربما لو كنت فنانة تهتم كثيرا بهذا الموضع لكنت دخلت في مشاكل كبيرة مع روتانا. ولكن أنا لا أريد ان اضيع حقي خاصة وانه وصلتني أخبار كثيرة عن عرقلة حفلاتي، ومنها مثلا انني منذ اسبوعين طلبت لأغني في زفاف فقالوا لهم أنني غير متوفرة. وكل فترة أسمع خبرا كهذا، ولهذا أطالب بحقي، خاصة أن الفنان الذي لا يحيي الحفلات يعتقد انه غير مطلوب، فلماذا أقبل بهذا؟ كنت من قبل أتجاهل “ومش فرقانة معي” ولكن اليوم وجدت انه علي أن أطالب بحقي”.

ما مشاريعك الجديدة؟
حاليا اختار الأغنيات، وتقريبا انتهيت من اختيار كافة اغاني الالبوم المقبل، ولكن لا اعلم ما اذا كنت سأصدر البوما أم سأصدر أغنية سينغل خاصة في ظل الأوضاع الحالية، طبعا ليس في الوقت الحالي بل سانتظر قليلا حتى يهدأ الوضع. أنا حاليا في الشهر السابع من الحمل.

صبي أم بنت؟
“بنّوت” ان شاء الله.

هل اخترت الاسم؟
هناك عدة أسماء، ولكن انا عرفت انني حامل بعد وفاة والدتي، كان اسمها نادية والاسم جميل، لا اعلم بعد ربما نختار اسما آخرا