امشي في ظلمة الماضي تائهة..... أتخبط في ما بقي من أطلال حياتي

لم تبقى لي من ذكريات استحضرها لالتمس فيها مواساتي

رسمت الأحلام بألوان أمالي البهية وتلاشت كل الألوان من لوحاتي

ضاق بي الكون ما وسعت فضائاته بأكملها حسرة من حسراتي

لا شفاء لي من حزن يتاكلني يتناول ببطء كل طموحاتي

يعصف برياحه الهوجاء أمالي يبعثرها بين الطرقات

يجرفني الحزن نحو مقبرة بها دفنت كل المسرات

موحشة تلك الأرض كئيبة ساكنة قد قتلت فيها الساعات

يلفها الصمت بمعطفه الطويل ويكتم بسكونه كل الاستغاثات

خيبة الأمل تغتالني وتدمي قلبي وتزداد قوتا من احتضاراتي

عجبا" من أحبهم كانوا الأوائل في كسر روحي وتدمير ذاتي

شاهدتهم هناك مجتمعين فوق نعشي يسابقون الوقت با لابتهالاتي

داعين من الله أن يسرع بحكمه لتخف بموتي بعض عذاباتي

تسابق الكل لغرس سكينهم في فاليوم لا مهرب لي ولا نجاة

آه من وجع الأحبة وغدرهم حاولت وصفه لكنما أبت الكلمات

استفقت على سكين بارد تنحر عنقي وأيد جاثمة على فمي لتكتم صرخاتي

كتمت حزني بأعماقي فسممني وتفشى السم فما من ترياق يفيد بعد الممات

أما من يد تمتد إلي؟؟ تخرجني من يم هذه الظلمات ؟؟

أما من احد يمنحني جناحان أطير بهما إلى السموات ؟؟

ضاقت بي الأرض بما فيها من غدر وزيف ورياء واتهامات

اما من خلاص غير الموت ينتظرني أما من راحة بعد كل المعانات

ذبلت أحاسيسي وغرقت سفن أملي في محيط يأسي وتمزقت شراعاتي

ما عاد لي اليوم هوية ولا انتماء صرت احتمالا يهيم فوق الاحتمالات

إني كورقة من خريف عمر تسير بها الريح وتمزقها عواصف السنوات

اصرخ ملئ صوتي أناديهم فلا يرد علي سوى صدى نداءاتي

غدر الأحبة مرض عضال يسكن القلب ويحول الآهات إلى نبضات

تسألوني عما أتمنى قبل إعدامكم لي عجبا كيف يحقق الجلاد الأمنيات!!!

عجزت عن وصف ظلمكم وحقدكم لكني ذكرتكم في آخر صلواتي

فلم يعكر الحقد صفاء قلبي ولن يكون الانتقام من إحدى ملذاتي