طبيب العندليب: الحرمان جعله مضحيًا

تاريخ التسجيل : 18/06/2013

قال الدكتور ياسين عبد الغفار، طبيب العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ “ما أذكره عن “حليم” كإنسان وليس كمريض إن الحرمان الذى عاني منه جعله فى النهاية إنسانًا مضحيًا”، موضحا أنه ” قام بثلاث عمليات على الأقل وهى عملية الدوالى, والمرارة, والفتيء, ومن ناحية الريجيم فكان عنصر أساسي فى خطة العلاج فهو مطالب بهذا دائمًا وكان يبذل كل جهده ليلتزم بهذه النواحى فى العلاج ولكن هناك أمور اقوى منه وبالتالى لم يكن يستطيع الالتزام بالتعليمات المطلوبة منه”.

وتابع “عبد الغفار”،،: “كان المطلوب من عبد الحليم خاصة فى الفترة الأخيرة من مرضه أن يلتزم الراحة وتجنب الإجهاد وهذا نعتبره أحد التعليمات التى نلقيها لمرضي تليف الكبد وخاصة فى الفترة المتقدمة منه, وأعتقد إن هذا العنصر لم يكن يوفى تمامًا بالنسبة لـ ” حليم ” فأذكر مثلاً فى إحدى البروفات فى أغنيته الأخيرة فقد كان يقضي ساعات متواصلة فى أدائها وقطعًا كان ذلك يتطلب جهد ومشقة لم تكن فى صالح العلاج”.
وأضاف: “الأسابيع الأخيرة من حياته كانت تمثل نهاية هذه المرحلة المرضية الطويلة وكانت تمثل قمة المضاعفات التى يصاب بها مريض تليف الكبد وبدأت تظهر فيه الصورة المتكاملة لمضاعفات المرض وبالذات فى صورة الإستسقاء وتراكم المياه داخل البطن, وداخل القدمين والأرجل والضعف الشديد المتناهى الذى يصيب المريض فى تلك المرحلة المتقدمة”.
واختتم حديثه قائلاً: “لا أستطيع أن أنسي إنه رغم كل هذه المعاناة الجسدية والعجز البدنى الكبير الذى كان يعانيه كانت روحه عالية جدًا وكان إيمانه شديد جدًا ومن خلال ذلك إستطاع إجتياز مواقف مرضية شديدة وتخطى مضاعفات كثيرة كان من الممكن أن تودي بحياته لولا هذه الروح القوية والإيمان الشديد ونطالب كل مريض أن يتحلى بذلك لأنها قنطرة النجاة التى قد لا يستطيع أن يهبها له الطب المجرد “.