بالخطأ يُعرف الصواب

تاريخ التسجيل : 18/11/2010

بالخطأ يُعرف الصواب
بالخطأ يُعرف الصواب، هذا ما جعل البشرية تستمد قوتها وتستمر في إيجاد بدائل جديدة تناسب بيئتهم وتعينهم على العيش بسعادة ورخاء وتعزز به البعد الفكري والإنساني، ولكن مع انحراف السلوكيات بدأ المجتمع في التخبط والوقوع في مشاكل عانى منها حتى الرعيل الأول، فقابيل حمل وزره ووزر من بعده لقتله أخيه ومن ثم ازدادت المعضلات في الظهور مع تتابع الزمن وبدا أن البشر مهددون بالانقراض لسوء أفعالهم وانقسامهم.

وعرف بعد ذلك معنى الخير والشر بين الناس بعدما كان مقتصرا على الخير في آدم عليه السلام والشر في الشيطان، فكان لزاما عليهم أن يبتكروا بعدا أخلاقيا للدفاع عن أنفسهم وضمان الاستمرارية على هذه الأرض، فولد القانون .

على مر العصور وجدت العديد من القوانين تختلف بحسب الزمان والمكان، وسطّرت كتب التاريخ بغرابة بعضها والقسوة في الجانب الآخر منها، وتم استغلال الكثير من الناس باسم القانون،

ففي روما كانوا العبيد يساقون إلى مضمار المصارعة الشهير ليقاتلوا حتى الموت، أو ينتصروا حاملين حريتهم بسيوفهم، أما في اليونان فقد جعلت من الفلاسفة مجمع السخط والنهاية هي القتل حتى (عصور الظلام في أوروبا) لم تتهاون الكنسية في محاربة علماء الطبيعة والتشهير بهم وقتلهم، ولكن ذلك يندرج تحت مسمى قانون البشر!! .

أما العصر الحالي فقد أصبحت القوانين الوضعية أكثر واقعية، وهذا نتاج الفكر واندماج الحضارات والتعلم من أخطاء الماضي .

هناك في حياتنا أمور ليس بها سوى الاجتهاد (القانون لا يحمي المغفلين) فكم تعالت الأصوات بأنها كالكتاب المنزّل، وأن الحقائق تثبت ذلك، فلست هنا في مجال لكي أنثر زجاجا لا أرى له وجود، ولكن دعونا نفصّل الكلمات فلربما وجدنا بعض الخلل فيها او فينا! .
القانون يوضع دائما لحماية المظلوم وردع الظالم عن تصرفات غير واعية، وبهذا يستتب الأمن ويسود النظام ويصبح صوت الحق عاليا .

عدم الحماية يجعلنا نتعمق في مفهوم القوانين التي يسنّها البشر والتي تتغير مع تغير الأزمنة لأنها ذات طابع اجتهادي، فعلى اعتبار أن المظلوم ليس مغفلا إذاً نستنتج أن السرقة لا تتم إلا عن طريق العقلاء .

الدول العربية نادرا ما تطبق القوانين التي تكتب من ماء الذهب، وإن طبقت نصا عملت بمفهوم يصب في مصلحة جهة ما دون النظر في الأضرار المترتبة على ذلك، ولكن لدي سؤال يبحث عن جوابه: من هو المغفل من وجهة نظر العقلاء؟ .